مقالات وآراء

التعليم… رهان الهويةوالوحدة والتنمية

بقلم المفتش: سيدي محمد ولد اخليفه
يُجمع المفكرون والمصلحون على أن التعليم هو الحصن المنيع للأمم، فهو الحامي الأول لهويتها، والضامن لتماسكها الاجتماعي، والمحرّك الرئيسي لتنميتها المستدامة. من خلاله تُصقل العقول، وتُبنى القيم، وتتحدد ملامح المستقبل.

في السياق الموريتاني، حيث تتعدد المكونات الاجتماعية وتتزايد التحديات التنموية، تزداد الحاجة إلى نظام تعليمي فاعل، يقود التحوّل الوطني المنشود. غير أن ذلك لا يمكن أن يتحقق دون النهوض بواقع المدرّس، الذي يعد الركن الأهم في معادلة الإصلاح.

ولرفع أداء المدرّس وتحسين جودة التعليم، ينبغي اعتماد جملة من الخطوات العملية والمتكاملة، منها:

  1. التكوين المستمر: تمكين المدرسين من تحديث معارفهم من خلال دورات تدريبية منتظمة في المناهج الحديثة، وطرق التدريس الفعّالة، وإدارة الصف.
  2. تحسين الظروف المادية والمعنوية: رفع الأجور، وتوفير بيئة عمل مريحة ومحترمة، وضمان العدالة في التعيينات والترقيات.
  3. اعتماد تقييمات موضوعية وداعمة: لا تقتصر على المحاسبة، بل تركز على التشخيص والتطوير المهني.
  4. دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية: من خلال تجهيز المؤسسات وتدريب المدرسين على الوسائط الرقمية.
  5. تقدير المدرّس اجتماعيًا: عبر حملات إعلامية تعيد الاعتبار لمكانته، وتُشركه في النقاشات الوطنية حول الإصلاح.
  6. تقليل الأعباء الإدارية: بما يتيح للمدرّس التفرغ لمهمته التربوية الأساسية.
    إن الاستثمارفي المدرس هواستثمارفي العقول، وهو المدخل الحقيقي لأي نهضة تعليمية وتنموية.
    فبدون مدرس مؤهل ومكرم، ستظل خطط الاصلاح مجرد أوراق بلا روح.
    فلنُكرم من يعلموا أبناءنا، لأنهم يُربون فيهم الوطن والمستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى