مقالات وآراء

ماذا يريد أصحاب المشاريع الطائفية من إثارة الفتنة في الأمة

أحمد عبد الرحيم الدوة / كاتب صحفي
ينفخ بعض السفهاء من أمتنا عبثا في الفتنة، بين الشيعة والسنة، ويسخرون أبواقا إعلامية، لتلك الدعاية وإشاعة الفتنة بين الذين آمنوا، إنهم يريدونها حربا لا هوادة فيها، تنتهي بانتهاء أحد الطرفين، أو هما معا.. ولن يكون لهم ما يريدون ٍ لأنه مناف للتاريخ والواقع، فالعقلاء الفاهمون والعارفون الحكماء كثيرون في الأمة الإسلامية، و الذي يجب ان نعلمه علم اليقين أن شيعة آل البيت ومدرستهم العلمية، وأهل السنة المتعقلين الوسطيين مكونان أساسيان لجسم الأمة الواحدة، وإثارة الفتنة يينهماٍ لا تخدم إلا قوى الاستكبار العالمي في الدوائر الغربية والصهيونية العالمية، والتي أقامت سوقا كبيرة تروج فيها بضاعة التفرقة والقتل، والاقتتال داخل الأمة الواحدة، وفي هذه السوق ينشط تجار كبار وآخرون سماسرة عملاء من جنسنا، يتكلمون لغتنا، وآخرون دون ذلك حتى أصبحت تجارة رابحة تروج لزبناء الأسلحة الفتاكة، لإشعال فتنة بين الشيعة والسنة، وايران والعرب، بل يصنعونها بين العرب القوميين أنفسهم وبين السنة أنفسهم وبين الشيعة أنفسهم، والإيرانيين بينهم، وذلك لصرف أنظار الامة عن قضاياها المصيرية ودفعها للتمزق والانهزام والتبعية. ولنا على ذلك شواهد من التاريخ الشاهد والمشهود.
ليس المطلوب توحيد التشيع والتسنن ولا دمج العرب بالفرس، ولكن المطلوب اليوم في ظل الوضعية التي تعيشها الأمة الآن البحث عن المشترك في الثقافة، وهو القسم المشترك لدى الفريقين ومن ثم نبحث عن المصلحة فنجدها متطابقة وواحدة لكلا الفريقين، هذا في الوقت الذي يقاتل المسلمون السنة والشيعة في خندق واحد الإرادات الغربية الشريرة وضد سياسات الكيان الصهيوني العدوانية وعملائهما في المنطقة.
كان علماء الأمة ومصلحوها وقادتها، عربا وفرسا وكردا وأمازيغ وزنوجا، يتقدمون بما لديهم من علم وحكمة، يتصدرون الافتاء، ومجالس العلم والسياسة، أكرمهم أتقاهم، وأكثرهم علما وورعا وفهما .. واعتزت الأمة بعلمائها في القرآن والحديث والفقه، والفيزياء والرياضيات، والكيمياء، والطب، وهي لا تعرف من أي الأقوام هم، ولا لأي المذاهب يتبعون ….
وهناك سؤال مشروع نريد أن نوجهه لأصحاب المشاريع الطائفية في الوطن العربي والاسلامي، سنة كانوا أم شيعة: ماذا عساكم تحققون؟ هل بإمكانكم سحق الطرف الآخر ، حضاريا وتاريخيا؟ هذا فضلا عن أسئلة أخرى كثيرة لها علاقة بالشرع، حلاله و حرامه؟ ما ذا تريدون بعد إشعالها حربا خبيثة في كل دولة عربية وإسلامية، في سوريا والعراق، واخيرا في السعودية والبحرين وباكستان، وأفغانستان، واليمن …..الخ؟
ثم ماذا بعد أيها المجانين؟ إلى أين تذهبون بأمتنا، فيما مشاريع الغرب والصهيونية العالمية، بأيديكم تخربون بيوتكم بأيديكم وأيديهم، لتقطيع أواصر أمتنا وتمزيق مجتمعنا إربا إربا، والقضاء على حاضرنا ومستقبلنا؟
ما هذا الغثاء؟
إن الاغبياء والعملاء لا يمكن ان يقودوا الأمة إلى التهلكة.
إن العقلاء والمفكرين في الأمة، من اهل الفكر والذكر، أمام سبيلين. لا ثالث لهما.. إما تجييش الأمة بحرب لا تبقي ولا تذر، نتقاتل على كلمات وعلى أمزجة الرجال .. ومصالح إقليمية ودولية
وسبيل آخر. ذلك أن نبحث عما يجمعنا ويوحد صفوفنا ويجعلها متقاربة ونتعاون في المتفق عليه. ويعذر بعضنا بعضا في المختلف فيه من الصراعات السياسية التاريخية، التي قسمت الأمة إلى طوائف يكفر ويقتل بعضها بعضا،. و إسلامنا الصحيح ، يدعونا أن نكون مسلمين لله، وهذا هو الإسلام الحنيف، سبيل العزة والوحدة والقوة قوة أمة اعزها الله بالإسلام، ولا قوه لها إلا به
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ () وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ }

وقد قال أحد علماء المسلمين العاملين العارفين الربانيين الشيخ إبراهيم انياس رحمه الله (إن الإسلام يعزز بغير العرب ويبقى بالعرب…)
قال الشيخ لمرابط محمد سالم عدود، طيب الله ثراه، عند ما سئل، رحمه الله، سؤالا عن أزمة الأمة الإسلامية والاختلافات، قال رحمه الله جوابا عن سؤال: كيف تنظرون إلى ظاهرة الاختلاف المذهبي، والتراشق الطائفي في العالم الإسلامي، الذي يحدث أساسا بين من يفترض أنهم صفوة من رجالات الفكر الإسلامي الشيعة والسنة ولعل المشهد العراقي الدامي أفظع تجليات هذا التراشق؟
قال رحمه الله : (…ما يحدث في العراق ليس من عمل العراقيين أنفسهم وإنما من عمل أعداء الأمة وهذه سنتهم دائما المتمثلة في إثارة النعرات سواء كانت دينية وقبلية، وطائفية لتفتيت الأمة وهذا ما لا يدركه إلا من يقرأ التاريخ خاصة التاريخ العراقي، فالخليفة المعتصم لم يقتل إلا بما عمل .{هولاكو} من أثارة النعرات الطائفية بين السنة والشيعة والخلافة لم تسقط قبل ان يسلم الوزير محمد العلقمي الخليفة في عز خلافة المسلمين، وعاصمتها بغداد إلى المغول ليذبحوه علنا …..
على المسلمين في دعوتهم أن يستفيدوا من( فن الفندق) في الغرب في معاملاتهم …. فيجب أن نستقبل غير المسلمين وندخلهم الإسلام، وبعد ذلك نترك لهم حرية الاختيار، في مدارس الإسلام ومذاهبه، وعلينا أن نصلح أمورنا تحت الكلمة الجامعة (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وبعد ذالك نترك لأهل العلم التناظر والنقاش …. والشباب لو يعلمون ما يراد بهم لتركوا كل هذه الأمور الداخلية وتفرغوا للإصلاح، المظهر الخارجي أولا بعد ذلك نتفاهم فيما بيننا (لأننا نختلف في التأويل ولا نختلف في التنزيل) نحن مجتمعون على وحدانية الله الواحد الأحد، وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه و آله وسلم، رسولا للعالمين، والقرآن كتاب الله،
ومن هذا المنطلق سمنا ما شئت، كلنا سني تحكمه سنة النبي صلى الله عليه آله وسلم، وكلنا شيعي متشيع بحب النبي وآله من الأئمة العلماء العاملين.
فهده الاختلافات لفظية، لا تخدم الإسلام ومن الأفضل أن يقول المسلم أنا مسلم وكفى، وإذا قلت لي إني سني أقول لك نعم هذه مفخرة، وإذا قلت لي إني شيعي أقول لك أنا شيعي:
إذا كان رفضا حب آل محمد
فليشهد الثقلان أني رافضي … انتهي استشهاد الشيخ عدود رحمه الله..
واختتم باستشهاد لمرشد الثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي في إحدى خطبه (…إنهم يتحدثون عن التمدد الشيعي الإيراني… والحقيقة أننا لم نعتبر الثورة الإسلامية شيعية صرفه أو قومية إيرانية…وإنما توجهنا إسلامي وشعار الوحدة والتقريب المذهبي والحرية والعزة للمسلمين……)
فما أحوجنا في العالم الإسلامي اليوم، إلى هذا النوع من الفهم السليم لواقع الأمة الإسلامية ونبذ الاختلافات المذهبية.
لنكن من الذين يعقلون ويتدبرون ويتبصرون.
وأقول أن من يريد أن يسلك أحد السبيلين .. سيجد له من كل الفريقين أنصار وسيجد في ثقافة كلا الفريقين مؤكدا على توجهه.
كما سيجد في كل فريق ما ينافره ويبغضه وينكر عليه منهجه وطريقته، وليختر كل من أراد والاختيار احد النجدين، إما شاكرا أو كفورا … كفورا وخائنا يريدها نارا في الأمة لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تأكل الجميع …وإما شكورا يريدها سلاما وأخوة وعزة وكرامة… ويترك مجالات الاختلاف العلمي لعلماء ومفكري الأمة.
وأخيرا : إن إيران الإسلامية والعرب أخوة في الحضارة الواحدة، والتاريخ المشترك والجوار، والعمل الاستراتيجي، وأمامهما مسئوليات تاريخية وحضارية تتعلق بالمصير المشترك، اما الشيعة والسنة فهم إخوة في الدين وسنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والإيمان بالله ربا والإسلام دينا ومحمد نبيا ورسولا، والقبلة الواحدة، وعدو واحد أمريكا والكيان الصهيوني، .. والقدس قبلتهم ومسرى نبيهم ومجال وحدتهم وعملهم، وتحريرها مناط التكليف لكل أبناء الأمة الاسلامية. ومحور المقاومة في جبهتيه فلسطين ولبنان، خيارنا في الجهاد وسلاحها سلاحناٍ… والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين وصلى الله على محمد وآل محمد.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى