أخبار عربية ودولية

غزة: نهب المساعدات يكشف ضعف النظام وسط أزمة إنسانية خانقة

التواصل – أسامة الاطلسي – خاص:
تعيش غزة هذه الأيام واحدة من أخطر فصول أزمتها الإنسانية، حيث تسجّل تقارير ميدانية متكررة حوادث نهب لمساعدات إنسانية من قبل مجموعات من السكان الغاضبين واليائسين. فقد شهدت الأيام الأخيرة اقتحامات متزايدة لشاحنات ومستودعات الإغاثة، حيث تم الاستيلاء بالقوة على كميات من المواد الغذائية والأدوية وسط حالة من الفوضى العارمة.
وبحسب شهود عيان، فإن مجموعات من المدنيين اندفعت باتجاه قوافل المساعدات فور وصولها، مدفوعة بجوعٍ طويل واحتياجات لم تعد تُلبّى، في وقتٍ بات فيه الجوع والمرض يهددان حياة مئات الآلاف من السكان. وأفادت التقارير أن التوتر ازداد بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار على عناصر من الشرطة المحلية ومقاتلين من حركة حماس أثناء محاولتهم احتواء الفوضى ووقف أعمال النهب.
هذا التصعيد الخطير يعكس فقدان السيطرة على الأرض، ويؤشر إلى ضعف قدرة الجهات المسيطرة في غزة على حماية المساعدات وتنظيم توزيعها، وسط شلل إداري وأمني واضح. كما يشير إلى تصدع ثقة المواطنين بالسلطات المحلية، وهو ما يظهر في تنامي تحركات عفوية لسكان يحاولون تلبية احتياجاتهم بأنفسهم، بعيدًا عن الأطر الرسمية.
في ظل الانهيار المتسارع في الخدمات الأساسية ونقص الغذاء والدواء، لم تعد مشاهد العنف العشوائي أو نهب المساعدات أحداثًا معزولة، بل باتت تمثل انعكاسًا مأساويًا لوضع إنساني بات لا يُحتمل.
المرحلة الراهنة تتطلب تحركًا فوريًا وجديًا من قبل المنظمات الدولية والجهات المسؤولة لتأمين آلية شفافة وآمنة لتوزيع المساعدات، وضمان عدم انهيار ما تبقى من النظام المدني في القطاع المحاصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى