الرئيس الغزواني يطلق المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي لمياه الشرب

أشرف الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، صباح الجمعة، على إطلاق المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي لتزويد بعض المناطق الداخلية بالمياه الصالحة للشرب.
وقد أزاح رئيس الجمهورية، في نهاية فعاليات الحفل، الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي إيذانا ببدء تشغيل المرحلة الثانية من المشروع. كما تجول في جميع محطات المشروع حيث قدمت له شروح مفصلة عن المشروع وعدد القرى المستفيدة منه والتقنية المتبعة في إنجازه.
ويأتي هذا المشروع بتمويل مشترك بين الحكومة الموريتانية والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، بكلفة تقارب 24 مليون يورو، ليعزز التغطية المائية حتى أفق 2040، ويوسّع نطاق الاستفادة لتشمل أكثر من 400 قرية موزعة على ثلاث ولايات هي كوركول، لبراكنه ولعصابه، وذلك في إطار سياسة الحكومة الرامية إلى تعزيز النفاذ إلى المياه في المناطق الريفية والداخلية.
وسيعمل المشروع على تغطية المناطق المستهدفة من خلال معالجة جزء من مياه سد فم لكليته، ونقلها إلى القرى والتجمعات السكانية المستهدفة وذلك عبر شبكة توزيع متكاملة تُراعى فيها المعايير الفنية لضمان استدامة الخدمة وجودتها.
ويتألف المشروع من مكونتين رئيسيتين: مكونة إنتاجية بسعة إنتاجية تبلغ 10 آلاف متر مكعب يوميًا، وتشمل هذه المكونة مضخات وخزانات ومعدات تقنية متطورة، تسمح برفع القدرة الإنتاجية بنسبة 200%، مقارنة بالمستوى السابق.
المكونة الثانية تتعلق بالتوزيع وتهدف إلى توصيل المياه المناطق المستهدفة مع خطة مستقبلية تمتد إلى 2045.
وتشمل هذه المكونة شبكة أنابيب ومحطات ضخ وخزانات، وتم في هذا الإطار تشييد خزانات مائية تتفاوت سعتها ما بين 25 مترًا مكعبًا و100 متر مكعب، لتأمين تخزين كافٍ يتلاءم مع احتياجات القرى والمراكز المستفيدة.
وفي كلمتها بالمناسبة أكدت وزيرة المياه والصرف الصحي آمال بنت مولودة، أن “بدء تشغيل المرحلة الثانية من مشروع آفطوط الشرقي، التي أشرف رئيس الجمهورية اليوم على انطلاقها من بحيرة فم لكليته، تعتبر إنجازا جديدا ينضاف إلى مسيرة الإنجازات التي تتحقق تباعا، ترجمة لتعهداته، وتجسيدا لرؤيته لموريتانيا مزدهرة وعادلة، ينعم فيها كل مواطن بحقوقه الأساسية، وفي مقدمتها الحق في النفاذ الآمن والدائم إلى الماء الصالح للشرب”.
وأشارت إلى أن هذا “المشروع استفادت منه قرى لحنيكات، بوزريبية، اشويبير، ماتقدر، وينديبوكي، كوب أهل جعفر، بتنكل؛ إضافة إلى 50 قرية أخرى تم ربطها بالشبكة، ليتدفق فيها الماء الزلال لأول مرة، بالإضافة إلى بولحراث، تمبل، النبية، تويجيلة، صمبه سيرة، أهل چمَّ؛ فضلا عن 34 قرية أخرى كانت بها منشآت قائمة منذ المرحلة الأولى لكنها بقيت بلا ماء، وقد تم خلال هذه المرحلة – بفضل الله – تزويدها بالماء الصالح للشرب بشكل مستمر”.
وأضافت الوزيرة أن هذا الانجاز سيمكن من تعزيز إنتاج المياه وتأمينه بشكل مستمر في أكثر من 200 قرية أخرى موزعة على ثلاث ولايات هي كوركول ولعصابة ولبراكنه، لتكتمل بذلك صورة الإنجاز الذي أعاد الحياة إلى قرى كانت تعاني من شح المياه وعدم انتظام التزويد.
ونبهت إلى أن سد فم لكليته أصبح مصدرا أساسيا لتأمين مياه الشرب، حيث مكن من تزويد أكثر من 400 قرية، بعضها يبعد أكثر من 120 كيلومترا عن السد، ليستفيد منه أكثر من 175 ألف مواطن، ممن طال انتظارهم لهذه اللحظة التي تحولت فيها مطالبهم إلى واقع.
وذكرت وزيرة المياه والصرف الصحي أنه في الوقت الذي نحتفل فيه بتدشين المرحلة الثانية من هذا المشروع الهام، يستعد القطاع لإطلاق دراسة المرحلة الثالثة التي ستشمل مناطق جديدة، استكمالا لمسيرة النفاذ الشامل والعادل والدائم إلى المياه الصالحة للشرب في هذه المنطقة.