رحيل العلامة محمد الزين ولد القاسم… خسارة أمة لا تُعوّض

بقلم: سيدي محمد ولد اخليفه
في زمن قلّ فيه التميز في الإنفاق ونشر العلم، رحل عن دنيانا أحد أولياء الله، الذين عرفتهم قلوب الفقراء والمساكين، ودعوات المحتاجين والمظلومين. رحل الشيخ محمد الزين ولد القاسم، بعد عمرٍ قضاه في العبادة، والبذل، والستر، والدعاء، ومواساة الخلق.
لقد كان، إلى جانب زهده وكرمه، عالِمًا جليلاً وصاحب محظرة عريقة، شكّلت منارة علمية يقصدها طلاب العلم من داخل الوطن وخارجه، حيث يجدون فيها العلم الصحيح، والتربية المنسجمة مع مختلف القيم السامية، والرعاية المتكاملة، التي تضمن لهم التفرغ الكامل للتحصيل، في بيئة تجمع بين العطاء المعرفي والدعم الإنساني.
كان بيته ملاذًا للمهمومين، ومحظرته قبلةً للطلاب، وكانت يداه مبسوطتان لكل محتاج، ودعاؤه ملاذًا للمرضى والمحرومين.
إننا أمام خسارة علمية وروحية واجتماعية جسيمة، لا تقتصر على أسرته الشريفة “أهل ديدي”، ولا على مدينته كرو، أو ولايتي لعصابة وتكانت، بل تتجاوز ذلك إلى أن تكون خسارة وطن بأكمله، في وقت نحن فيه أحوج ما نكون إلى أمثاله من العلماء والصالحين والمربين.
اللهم ارحمه و اجعل علمه صدقة جارية، وأجزل له الثواب، وخلَف في طلابه وأهله ومحبيه من يواصل المسير على دربه.
اللهم ارزق أهله وذويه الصبر والسلوان وخاصة أسرته الشريفة أهل ديدي وجميع ساكنة مقاطعة كرو وولايتي لعصابة وتكانت وكل محبيه في موريتانيا وخارجها.
إنا لله وإنا إليه راجعون







