مدير "مجموعة التواصل الإعلامية" للأسبوع المصرية: العلاقات الموريتانية المصرية متميزة والشعب الموريتاني يشتعل غضبا ضد حرب الإبادة الجماعية بغزة

جمعة, 24/11/2023 - 21:25

أجرت صحيفة الأسبوع المصرية مقابلة صحافية مع الزميل أحمد مولاي محمد مولاي إدريس مدير "مجموعة التواصل الإعلامية" ورئيس الاتحاد المهني للصحف المستقلة في موريتانيا تناولت العلاقات الموريتانية المصرية في مختلف المجالات كما تناولت الأوضاع الراهنة في فلسطين؟.

وكتب الصحفي المصري البارز سيد الخمار، الذي أجرى المقابلة:

وجه الكاتب الصحفي، أحمد مولاي إدريس - أحد الأصوات المهمة في الإعلام الموريتاني والعربي - رسالة للعرب بعد مجازر العدو الصهيوني في غزة قائلا: سيدرك كل من يتابع المشهد اليوم أن آلاف الشهداء يمثلون ضريبة الحرية، ولا بد من قرابين لاستقلال حقيقي لا منة فيه لأحد، ذلك أن الحل الوحيد الذي يمكن أن يدوم ويمثل الحل العادل والدائم لصراع الوجود هذا هو عودة شذاذ الآفاق الصهاينة الوافدين على فلسطين منذ 1937 وحتى اليوم إلى بلدانهم الأصلية في أوروبا وإفريقيا وآسيا وأمريكا، فلن يبقى في فلسطين سوى أبناؤها، ولن يكون هناك من حل ممكن سوى إعلان دولة واحدة هي فلسطين الديمقراطية التي يتعايش فيها جميع أبنائها من مختلف الديانات كما كانت قبل مؤامرة 1907 ثم وعد بلفور لاحقا.

وأكد أن الأمة اليوم تمر بتجربة بمثابة محنة حقيقية، حيث تمر اليوم الذكرى السادسة والسبعين لاغتصاب فلسطين وانتزاع أخصب أراضيها من أهلها حين قرر الصهاينة والصليبيون إقامة جسم غريب يفصل مشرق الأمة العربية عن مغربها، وكان لزاما على القوى الغربية، التي خططت منذ 1907 لهذا المشروع الاستعماري الكبير، وأمريكا تدعم كيانها الجديد بالمال والسلاح وبكل الوسائل بما في ذلك حماية قادته الإرهابيين من المساءلة القانونية ومن الإدانة في مجلس الأمن، بل إن أغلب عواصم الغرب هذه مثل واشنطن وباريس ولندن وبرلين وغيرها شاركت في حروب هذا الكيان العنصري ضد الدول العربية بما في ذلك العدوان الثلاثي عام 1956 على مصر بعد تأميم قناة السويس المصرية حيث واجهت مصر جيوش ألكيان الصهيوني وفرنسا وبريطانيا لرفضها قرار التأميم.

 بداية أشكر الزملاء الأفاضل في صحيفة الأسبوع القاهرية على إتاحة الفرصة لي لأطل على القراء الكرام عبر هذا المنبر الإعلامي المتميز، خاصة وأننا، على الأرجح، سنتحدث في مواضيع تهم البلدين والشعبين الشقيقين، موريتانيا ومصر، وهو حديث ذو شجون.

وردا على سؤالكم الأول، عن علاقات مصر وموريتانيا، أود التأكيد على أنها ظلت علاقات أخوية قائمة على الاحترام المتبادل وعلى خدمة الشعبين ومصالح البلدين ومراعاة اهتمامات الأمة العربية في مختلف المجالات.

وتعود هذه العلاقات في مرحلتها المعاصرة إلى افتتاح جمهورية مصر العربية في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لمركز ثقافي مصري في موريتانيا وذلك بطلب من الرئيس الموريتاني المؤسس المختار ولد داداه، حيث كانت موريتانيا حديثة العهد بالاستقلال وهي بحاجة ماسة إلى نخبة مثقفة ثقافة عربية عالية في وجه المثقفين الفرانكفونيين الذين كانوا يهيمنون على المشهد الثقافي والسياسي في البلد، وبالتالي كان افتتاح المركز الثقافي المصري هو بداية فعلية لتمكين الموريتانيين من الاطلاع بصورة إيجابية على الثقافة العربية المعاصرة وعلى الإعلام العربي الحديث، وكان لهذا المركز دور بارز في ترسيخ الثقافة العربية الإسلامية في موريتانيا التي بدأت تتلمس طريقها لمحيطها العربي بتأثير مباشر من عطاء المركز الثقافي المصري منذ منتصف ستينيات القرن الماضي، ولحسن الحظ ما زال المركز حاضرا بقوة في المشهد الثقافي الموريتاني إلى جانب مراكز ثقافية عربية وأجنبية في موريتانيا.

وفي المجالات الاقتصادية أعتقد شخصيا أننا بحاجة إلى حضور مكثف لرأس المال المصري ولرجال أعمال مصر في بلد غني بثرواته الطبيعية المتنوعة كالثروة السمكية ومناجم الحديد والذهب والنحاس فضلا عن الزراعة والثروة الحيوانية الكبيرة إلى جانب اكتشافات الغاز والبترول الواعدة والمعادن النفيسة الأخرى، لذلك أعتقد أن حضور مصر اقتصاديا في موريتانيا هو دون المستوى الذي يتطلع إليه الشعبان الشقيقان، خاصة وأن قيمة التبادل التجاري بين البلدين سنة 2022 بلغت 42,9 مليون دولار أمريكي مقابل 38.5 مليون دولار خلال 2021 وبلغت صادرات مصر إلى موريتانيا 41,1 مليون دولار أمريكي للسنة الماضية 2022 مقابل 38,3 مليون دولار خلال السنة 2021.

بينما لم تتجاوز صادرات موريتانيا لمصر 1,8 مليون دولار عام 2022 مقابل 241 ألف دولار خلال العام 2021.

وتستورد موريتانيا من مصر سلعا من بينها الأسمدة، والألبان ومنتجات صناعة الألبان والملح المصنع والكبريت ومحضرات خضر وسجاد وأغطية أرضيات، فيما تستورد مصر منتجات موريتانية مثل أغذية محضرة للحيوانات، والأسماك، وملابس، وأثاث، وآلات وأجهزة ومعدات كهربائية.

ولم تتجاوز الاستثمارات الموريتانية في مصر 512 مليون دولار للسنة المالية 2021 / 2022 مقابل 10 آلاف دور فقط خلال السنة المالية السابقة 2020 / 2021. فيما لا توجد أرقام لحجم استثمارات مصر في موريتانيا.

وبلغت تحويلات المصريين العاملين في موريتانيا، وأغلبهم يمارسون تجارة الأثاث والتجهيزات المنزلية، مبلغ 985 ألف دولار خلال السنة المالية 2021 / 2022 بينما لم تتجاوز التحويلات المالية للموريتانيين العاملين في مصر مبلغ 139 ألف دولار خلال نفس السنة المالية.

وتكشف هذه الأرقام تدني مستوى التبادل التجاري بين البلدين والشعبين الشقيقين وهو أمر على سلطات البلدين ورجال أعمال مصر وموريتانيا العمل على تطويره.

ورغم الزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين والتعاون القائم في عدة مجالات كالعسكرية والأمنية والطبية والثقافية وغيرها، فإن الشعب الموريتاني يتطلع لتعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتنموي والاستثمار لتتناسب وطبيعة العلاقات المتميزة القائمة عبر التاريخ بين الشعبين الشقيقين.

- ردا على سؤالكم الثاني عن كيفية تطور هذه العلاقات، فإنني أعتقد أن الاحترام المتبادل والتقدير المشترك القائم بين القيادتين والشعبين عزز من حجم ونوع التعاون بين البلدين وتطويره قياسا بما كان عليه في السابق، ومع ذلك فما زلنا نتطلع إلى تعزيز هذا التعاون والتبادل في كافة المجالات الحيوية بما يخدم مصالح الشعبين والبلدين الشقيقين.

- يقدر عدد الطلبة الموريتانيين في الجامعات المصرية بما فيها الأزهر بحوالي 5000 طالب بينهم قرابة 100 يدرسون الطب والهندسة، وتقدم مصر سنويا لموريتانيا 40 منحة (مقعدا) للطلبة الموريتانيين في مختلف التخصصات.

وتخرج آلاف الطلبة الموريتانيين من مصر وهم اليوم يخدمون بلدهم في مراكز مهمة حتى أن إحدى حكومات الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع تشكلت في معظمهما من خريجي الجامعات المصرية. ويهتم البلدان والحكومتان بتعزيز التعاون في هذا المجال.

وكان الأزهر الشريف قبلة للعديد من مشاهير موريتانيا الذين تلقوا تعليمهم هناك ومارسوا التدريس في الأزهر، وتلك قصة أخرى تحتاج مساحة أكبر للحديث عنها.

- العلامة الشنقيطي الجليل محمد محمود بن التلاميد هو أحد أبرز علماء ومشاهير الشناقطة الذين أقاموا بمصر ومارسوا التدريس في الأزهر الشريف وكانت لهم علاقات قوية بمختلف رموز السياسة والثقافة والعلم والأدب في مصر وفي المشرق العربي عموما، فقد كان الشنقيطي (ت 1904) أول محاضر في الدراسات اللغوية بالأزهر حيث أدخل الشيخ محمد عبده إلى المنظومة التعليمية بالأزهر كرسي اللغة العربية وتم إسناده إلى محمد محمود الشنقيطي وقد تحدث عنه طه حسين في كتابه الأيام حيث قال: "كان أولئك الطلاب الكبار يتحدثون بأنهم لم يروا ضريبا للشيخ الشنقيطي في حفظ اللغة ورواية الحديث سندا ومتنا عن ظهر قلب وكانوا يذكرون إقامته في المدينة ورحلته إلى قسطنطينية وزيارته للأندلس وربما تناشدوا شعره في بعض ذلك وكانوا يذكرون أن له مكتبة غنية بالمخطوط والمطبوع في مصر وفي أوروبا وأنه لا يقنع بهذه المكتبة وإنما ينفق أكثر وقته في دار الكتب قارئا أو ناسخا".

ويقول نصر الهوريني في شرحه ديباجة القاموس المحيط: قد بذلنا ما يمكن في تصحيح هذا المطبوع فقابلناه أولا على نسخة إمام أهل اللغة الخطير وأستاذها الكبير المرحوم الشيخ محمد محمود بن اتلاميد الشنقيطي"

هذه باختصار معلومات مقتضبة عن العلامة الكبير الشيخ الشنقيطي الذي تحدث عنه العديد من رموز العلم والثقافة في عصره مثل الشيخ محمد عبده وتيمور ورشيد رضا الذي وصفه في مجلة المنار بأنه "صفوة المحققين ونابغة اللغويين" كما تحدث عنه الأديب والكاتب أحمد حسن الزيات

- ينظر الشعب الموريتاني إلى مصر بوصفها قلب الأمة النابض خاصة وان غالبية من عبروا من المشرق إلى المغرب من صنهاجة وعرب مروا وأقاموا في مصر لفترات، وتوجد في مصر أربع قرى تحمل اسم شنقيط وهو ما يعكس ارتباط الشناقطة "الموريتانيين" بمصر على مر التاريخ، وكان الحجاج الموريتانيون يمرون بمصر في طريق الذهاب والعودة لتأدية مناسك الحج، وقد أقام كثير منهم في مصر وقطنوا بها.

ولا شك أن ريادة مصر للعرب والمسلمين أصيلة ومتجذرة فمنها انطلق المجاهدون للقضاء على زحف المغول الذي كان يهدد جميع الأمة الإسلامية، لكن مصر دحرت هذا الغزو وقضت عليه في عين جالوت، وبالتالي فقد أعادت للأمة الأمل والسكينة، كما كان لمصر في عهد الزعيم الراحل عبد الناصر صداها المؤثر سياسيا وثقافيا وعقديا، بدء من مشاركتها في حرب فلسطين مرورا بثورة 23 يوليو 1952 وما حملته من معان كبيرة ومبادئ سامية في الانحياز للفقراء والمستضعفين ومواجهة الاستعمار وأعوان الاستعمار والإقطاع، وكذلك العدوان الثلاثي الذي أبرز حجم التضامن الموريتاني الشعبي مع مصر وكان من تجليات ذلك استدعاء الشيخ محمد سالم ولد عدود من طرف قيادة الاستعمار الفرنسي لاستجوابه بعد نشره قصيدة أعرب فيها عن توجهه القومي وتضامنه مع الشعب المصري وقيادته في وجه العدوان الثلاثي الذي ضم فرنسا وبريطانيا وكيان الاحتلال، كان لكل ذلك أثره في موريتانيا، فقد تجاوب الموريتانيون مع كل ما كان يجري في مصر حتى النكسة وحرب أكتوبر حيث دوّن الموريتانيون مواقفهم المنحازة لانتمائهم العربي الإسلامي من خلال الشعر والمواقف الداعمة لمصر وسوريا في مواجهة العدوان، ويكفي أن موريتانيا قطعت علاقاتها مع الولايات المتحدة في عهد الرئيس المختار ولد داداه تضامنا مع مصر واحتجاجا على دعم واشنطن لكيان الاحتلال، وكانت نساء موريتانيا يتبرعن بالحلي لمصر في مواجهة العدوان وهو ما يفعلنه حتى اليوم مع المقاومة الفلسطينية.

-  كما أسلفت، كان افتتاح المركز الثقافي المصري في العاصمة نواكشوط عام 1964 بداية للتعاون والتبادل الرسمي في المجال الثقافي، سبقته جهود فردية حين كان المواطنون الموريتانيون قبل الاستقلال عام 1960 وبعد الاستقلال يسافرون إلى مصر للدراسة وتلقي العلوم الحديثة، لكن افتتاح المركز الثقافي العربي، كما كان يسمى، شكل بداية فعلية لانفتاح الشباب الموريتاني على الثقافة العربية المعاصرة حيث وفر المجلات والصحف المصرية المشهورة كالأخبار والأهرام والجمهورية وروز اليوسف وغيرها، فضلا عن مجلات عربية أخرى تصدر في بلدان عربية أخرى مما أتاح للشباب الموريتاني الاطلاع على الإعلام العربي ومعرفة ما يجري عربيا وإقليميا ودوليا، رغم اعتماد الكثيرين على إذاعة صوت العرب، إلا أن المجلات والصحف والكتب والأفلام الوثائقية والمسابقات الثقافية كان لها كبير الأثر في رفد البلد بجيل من الشباب المثقف ثقافة عربية حديثة.

وفي السياق ذاته استقبلت مصر وفودا من المعلمين الموريتانيين للاستفادة من التكوين والتأطير ليعودوا إلى بلدهم وهم مؤهلون للتدريس بصورة أفضل كما استقبلت مصر شبابا تكونوا في مجالات الصحافة والإعلام وغيرها، فضلا عن المجالات التقنية والفنية التي كانت الإدارة الموريتانية الناشئة في أمس الحاجة إليها.

وحين أتحدث عن تجربتي الشخصية كإعلامي من الجيل الثالث، أقول إنني حرصت على اقتناء صحف ومجلات مصرية مثل الأهرام وروز اليوسف والأخبار والجمهورية وغيرها، كما كنت أحصل على نسخ من مجلات عربية مثل "العربي" الكويتية، والكفاح العربي وغيرها، وهي ما دفعتني دفعا لممارسة مهنة الصحافة رغم خلفيتي القانونية البحتة، حيث تعلقت بالإعلام منذ صغري وأنا في الثالثة عشرة من عمري.

ولا شك أن محتوى الإعلام العربي في موريتانيا يتطابق بشكل كبير مع محتوى الإعلام العربي في مصر وباقي الدول العربية وخاصة في بداياته الأولى في موريتانيا مع تركيز أكثر على هموم المواطنين الموريتانيين، لكن الاهتمام بقضايا الأمة كان مركز اهتمام مشترك وما يزال.

- يعتبر التيار الناصري في موريتانيا، وخاصة في الستينيات وحتى الثمانينيات، من أكثر التيارات السياسية حضورا ونفوذا في المشهد السياسي والثقافي الوطني، ولعل سنة 1972 شكلت أبرز منعطف في تاريخ التيار الناصري مع تشكيل أولى خلايا التنظيم الوحدوي الناصري في موريتانيا والصحراء الغربية، سبق ذلك مد قومي عربي ونضالات مشتركة مع مجموعات سياسية قومية ويسارية، وكان القوميون العرب في موريتانيا تيارا واحدا قبل التمايز الذي أدى إلى بروز كل تيار سياسي بشكل مستقل، ويقول بعض عمداء التنظيم الناصري في موريتانيا إن الناصرية كانت في وجدان الموريتانيين جميعا حتى قبل استقلال موريتانيا وقبل تأسيس التنظيم الوحدوي الناصري، ويستدلون على ذلك بأن العلامة الشيخ محمد سالم عدود رحمه الله كان يقرض الشعر دعما لمواقف مصر الناصرية وخاصة بعد العدوان الثلاثي، الذي شاركت فيه فرنسا، ولم تكن موريتانيا قد حصلت على استقلالها بعد حيث نظم قصائد رائعة دعما لمصر الناصرية، فاستدعاه ممثل النظام الفرنسي الحاكم وساءله عن أسباب هذا الموقف. مما يعكس حضور مصر الناصرية مبكرا أي بعد أربع سنوات فقط على ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة جمال عبد الناصر والضباط الأحرار.

ويمكن القول إن الناصريين في موريتانيا شكلوا قوة جماهيرية مؤثرة وقد تعرضوا للتعذيب والتنكيل سنوات 1983 و 1984 حيث تعرضوا للاعتقال والتعذيب واستشهد منهم المهندس سيدي محمد ولد لبات والطالب أحمد ولد أحمد محمود تحت التعذيب وذلك على خلفية المظاهرات التي نظمها الطلاب والجماهير ضد نظام الرئيس الأسبق محمد خونا ولد هيداله الذي كان متحالفا مع العسكر ورجال الأعمال واستعان بالإخوان المسلمين في مواجهة القوميين العرب.

وقد أسفرت هذه الانتفاضة الناصرية عن إسقاط نظام هيداله في 12 – 12 – 1984 على يد الرئيس الأسبق العقيد معاوية ولد سيد أحمد الطايع.

وما زال الناصريون يخلدون الانتفاضة وشهدائها سنويا. وكانوا، في مواجهتهم مع النظام العسكري آنذاك، يحملون شعارات من قبيل" بالدم واللهيب يتم التعريب، لا لتجويع شعبنا في الريف، يسقط التحالف العسكري الرأسمالي، لا لليبرالية الصحة والتعليم، وغيرها من الشعارات المنحازة للشعب ولمعاناته.

وردا على الجزء الثاني من سؤالكم يمكنني القول إن علاقة الناصريين بباقي القوى السياسية في موريتانيا هي علاقة جيدة بحكم اهتمام الغالبية بالمصالح الوطنية المشتركة، رغم التباين في المواقف والخلفيات بين الناصريين وبعض الحركات السياسية الأخرى كالإخوان مثلا.

وشهدت التجربة الديمقراطية الموريتانية بعد دستور 1991 تأسيس حزب ناصري هو التحالف الشعبي التقدمي، لكن غالبية الناصريين المؤسسين له غادروه بسبب بعض المستجدات التي اعتبروها غيرت مسار الحزب بعد التحالف مع تشكيل سياسي وطني آخر، وفي الوقت الراهن يوجد حزب ناصري آخر هو حزب " الحركة الشعبية التقدمية" لدى وزارة الداخلية في انتظار ترخيصه وقد استوفى جميع الشروط وتجاوز المهلة الزمنية المحددة في القانون، والتي يمكن لأصحابها الشروع في ممارسة نشاطاتهم الحزبية، لكن قادة الحزب ينتظرون ترخيصا رسميا من الجهات المختصة.