أخبار وطنية

وزير الخارجية في الأمم المتحدة: حرب الإبادة في غزة اختبار مصيري لمصداقية الضمير الإنساني والمنظومة الدولية

أكد وزير الخارجية والتعاون الإفريقي والموريتانيين في الخارج، محمد سالم ولد مرزوك، في خطابه أمام الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك، مساء السبت، أن هذه الدورة تشكل مناسبة للاحتفاء بثمانين عاماً من إنجازات المنظمة الدولية، وفرصة لتقييم النواقص والاختلالات التي اعترت مسيرتها.

وأشار إلى أن العالم يعيش مفارقة حادة بين دول تتقدم بسرعة نحو الثورة الصناعية الرابعة، وأخرى لا تزال ترزح تحت الفقر والتهميش، مما يستدعي حلولاً عادلة وشاملة تضع الإنسان وحقه في حياة كريمة في صدارة الاهتمامات.

وشدد على أن حرب الإبادة في غزة تمثل اختباراً حاسماً لمصداقية الضمير الإنساني والمنظومة الدولية، مجدداً إدانة موريتانيا للعدوان الإسرائيلي ودعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما رحب بالزخم الدولي الداعم للاعتراف بفلسطين، مثمناً المبادرة السعودية – الفرنسية التي أفضت إلى إعلان نيويورك حول حل الدولتين.

وقال الوزير في خطابه : إنه من الجلي أن عالمنا اليوم عبارة عن عالمين متباينين: أحدهما ينطلق بخطى سريعة نحو الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، بينما الآخر لا يزال أسير الفقر والتهميش.

وإن اتساع هذه الفجوة باطراد، في ظل ما يطبع الظرف الراهن من تنامي النزاعات والحروب، ليضع الإنسانية أمام امتحان عسير يفرض علينا توحيد الجهود لإبداع حلول كفيلة بتقليص هذه الفجوة عبر تحقيق تنمية عادلة وشاملة محورها الإنسان وحقه في حياة كريمة.
وإن الشعار الذي ينعقد تحته هذا المحفل الدولي الكبير اليوم ليعكس هذه الغاية النبيلة ويلخصها بدقة: ”معاً نحقق الأفضل: ثمانون عاما وأكثر من أجل السلام والتنمية وحقوق الإنسان“.
وأضاف ولد مرزوك: أن الظرف العالمي الذي تنعقد فيه هذه الدورة بالغ التعقيد ومثقل بالتحديات؛ ففيه تتوالى التوترات والحروب وبؤر النزاع في مناطق مختلفة وتتفاقم التهديدات الإرهابية والكوارث الطبيعية الناجمة عن التغير المناخي، فتزداد معاناة البشر، وتتضاعف الأعباء الإنسانية على شعوب بأكملها، مما يعرض الاستقرار والسلم الدوليين لمخاطر متزايدة ويعزز الحاجة إلى دور أكثر فاعلية لمنظمتنا الأممية.

وفي هذا الخِضم، تضع حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها أهلنا فى غزة الضمير الإنساني ومصداقية منظومتنا الدولية عموما أمام اختبار مصيري.
في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إذ نندد بهذا العدوان لنجدد وقوفنا إلى جانب الشعب الفلسطيني مجددين التأكيد بأن العنف لا يمكن أن يجلب أمنا وسلاما مستديمين وأن استقرار الشرق الأوسط بمجمله يمر حتما بتمكين الشعب الفلسطيني الشقيق من استيفاء حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية طبقا للقرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.
وفي هذا الإطار، نعبر عن ارتياحنا لما نلمسه من ديناميكية في العمل على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الذى جسده بقوة التصويت الواسع في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح إعلان نيويورك بشأن تنفيذ حل الدولتين الذي تمخض عنه المؤتمر الدولي رفيع المستوى المنعقد في يوليو 2025 بمبادرة من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية.
ولا يفوتني، في هذا المقام، أن أتقدم، باسم بلادي، بالشكر لكل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الفرنسية على تنظيم المؤتمر المذكور رغم التحديات والعراقيل، مشيدا بمواقف البلدان التي أعلنت اعترافها بدولة فلسطين، وآملا أن تحذو بلدان أخرى حذوها في تغليب منطق الحق والعدل حتى تصبح فلسطين دولة كاملة العضوية في منظمة الأمم المتحدة.
وقال وزير الخارجية ولد مرزوك إن موريتانيا تجدد التزامها بالمطالب المشروعة لقارتنا الإفريقية، كما وردت في تفاهمات ايزولويني Ezulwini ، من أجل تمثيل منصف في هياكل الحوكمة العالمية.
كما تدعو المجتمع الدولي إلى مؤازرة الدول النامية في مواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغيرات المناخية، ومشكل المديونية، دعما لسعيها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى