مقالات وآراء

معرض نواذيبو: معرض للمأكولات البحرية أم منصة للفاعلين السياسيين؟

أقمت بمدينة نواذيبو من 16 إلى 24 من الشهر الجاري، وأتيحت لي الفرصة لمتابعة النقاشات الدائرة حول ما سُمِّي تارة معرض المأكولات البحرية، وتارة أخرى معرض المنتوجات البحرية، بينما ظهرت تسميات إضافية مثل معرض سي فود ومهرجان نواذيبو. هذا التعدد في الأسماء يعكس – في حد ذاته – شيئاً من الارتباك حول طبيعة المبادرة وأهدافها.

خلال متابعتي، لاحظت أن غالبية المتدخلين اتسمت آراؤهم بنظرة تشاؤمية ونبرة استياء واضحة، فيما غاب ردّ مقنع يوضح الرؤية، ويدحض حجج المشككين في جدوى هذه التظاهرة وفرص نجاحها. وكان من المفترض أن تقوم الجهات المنظمة بطرح خطاب أكثر وضوحاً يعيد الأمور إلى نصابها ويبرز القيمة الحقيقية للحدث.

ازداد ارتباكي عندما سلّمني خبير منصة 2030 مشكوراً أهداف التظاهرة. حينها لم تعد تهمني تسمية المعرض ولا حتى الجهة المبادِرة إليه، بقدر ما لفت انتباهي إصرار البعض على تنظيمه مهما كانت التحديات، سعياً وراء مكاسب قد لا ترتبط بالضرورة بالصيد أو بالاقتصاد البحري.

وانطلاقاً من موقعي كأحد أبناء قطاع الصيد عليه أن أكون ملما بخفايا القضية، فضّلت الانتظار حتى الافتتاح الرسمي وسماع ما ستقوله السلطات والفاعلون الاقتصاديون والمهنّيون. لكن سرعان ما تبيّن لي – بعد الموقف الحرج الذي وقع فيه الأمين العام لوزارة الصيد والبنى التحتية البحرية والمينائية– أن الهدف الحقيقي للتظاهرة سياسي بالدرجة الأولى، وأن القائمين عليها فاعلون سياسيون. عندها لم يبق أمامي سوى التريث حتى نهاية المعرض لتقييم نتائجه بموضوعية.

ولكي يسهل هذا التقييم على المتابعين والمهتمين، أقترح اعتماد مؤشرات واضحة يمكن القياس عليها، من بينها:

  1. نسبة عدد العارضين الفعليين مقارنة بإجمالي الشركات المنتظرة مشاركتها من صيد وتجارة وتصدير وخدمات (باستثناء المؤسسات الحكومية مثل IMROP وONISPA).
  2. عدد المشاركين الأجانب من مستثمرين ومشترين جدد.
  3. عدد وقيمة الاتفاقيات التي تم توقيعها خلال المعرض.
  4. مستوى رضا مختلف الأطراف عن المعرض (منظمون، عارضون، جمهور) بناءً على استطلاعات رأي مستقلة.

وفي الختام، أوصي القائمين على تقييم المعرض بالتحلي بمهنيّة عالية، وبقيم البحث عن الحقيقة والإنصاف، بعيداً عن المبالغة في التمجيد أو التشويه. فالتقييم الموضوعي وحده هو الكفيل بإظهار ما إذا كان معرض نواذيبو حدثاً اقتصادياً ناجحاً يخدم قطاع الصيد، أم مجرد مناسبة ذات طابع سياسي.

د. سيدي المختار الطالب هامه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى