الشيخ قاسم في ذكرى استشهاد السيدين نصر الله وصفيّ الدين: لن نسمح بنزع السلاح.. والمقاومة تعافت

أكّد الأمين العامّ لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ المقاومة “لن تسمح بنزع سلاحها، وستخوض مواجهةً كربلائية” إذا اقتضى الأمر، معقباً: “سنواجه أي مشروع يخدم إسرائيل ولو أُلبس اللبوس الوطني”.
وفي كلمة ألقاها لمناسبة إحياء الذكرى السنوية الأولى لارتقاء القائدين الشهيدين السيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، تطرّق الشيخ قاسم إلى تصريحات الموفد الأميركي توم برّاك التي قال فيها إنّ “واشنطن تريد نزع سلاح حزب الله وإنّها لن تُسلّح الجيش ليواجه إسرائيل”، معقباً أنّ “نزع السلاح يعني نزع القوّة تلبيةً لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها”.
ودعا الشيخ قاسم الحكومة اللبنانية إلى “القيام بواجبها في إعادة الإعمار وتخصيص موازنة لذلك ولو كانت بسيطة”، مشدداً على أنّ “السيادة الوطنية” يجب أن تُحطَّ على رأس جدول الأعمال، وأن تحقيقها يمرّ بمنع بقاء “إسرائيل” في لبنان.
وأضاف أنّ الحفاظ على الوحدة الداخلية والعمل لنهضة لبنان في كل المجالات ضرورة، وأن المقاومة تبقى الأساس في قوّته، محذّراً من الخضوع لتهديدات العدوان، ومجدّداً التأكيد على ضرورة “الاستعداد للمواجهة لا الاستسلام”.
كذلك، دعا إلى “تطبيق اتفاق الطائف الذي ينص على إنجاز التحرير بما في ذلك الاستعانة بالمقاومة”، مطالباً بتطبيق اتفاق الطائف لجهة إجراء انتخابات على أساس إلغاء القيد الطائفي وانتخاب مجلس للشيوخ.
وتابع: “نحن مع إنجاز الانتخابات النيابية في موعدها”، مشيراً إلى أنّ “الحكومة ارتكبت خطيئة عندما اتخذت القرارين المتعلقين بسلاح المقاومة”.
وأضاف “يريدون من الجيش اللبناني مقاتلة أهله، ونحن نشدّ على يديه لمواجهة العدو الحقيقي، ونحن معه دائماً”.
الشيخ قاسم: العظماء في غزّة وفلسطين يواجهون الاحتلال نيابة عن العالم
وأوضح أنّ “القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والعظماء في غزّة وفلسطين يواجهون الاحتلال نيابة عن العالم”، مؤكداً أنّه “في تكاتف الأنظمة والشعوب والمقاومة في مواجهة الاحتلال قوة للأمة وخاصة أن إسرائيل لم تحقق أهدافها طيلة عامين”.
كما أشار إلى أنّ “المقاومة التي أطلقها الإمام موسى الصدر لا يُمكن إلا أن تنتصر ولا فرق بين حركة أمل وحزب الله ونحن واحد في الميدان”.
إلى جانب ذلك، تساءل الشيخ قاسم، قائلاً: “من سيهزم شعبنا في هذا العالم، ونحن واثقون بأننا معاً سننتصر وسنري الأعداء هزيمة مشروعهم”.
وحيّا الشيخ قاسم “شعب المقاومة وجرحى البيجر والأسرى والعوائل”، متابعاً: “نحن أمام عائلة لبنانية حياتها مقاومة، والأرض التي روتها دماء الشهداء ستطرد الصهاينة والأعداء ولن تكون إلا لأهلها”.
كذلك، وجّه الشيخ قاسم التحية لإيران قيادة وشعباً، وإلى اليمن وشعبه وقواته المسلحة وقيادته، وإلى العراق وحشده الشعبي ومرجعيته الشريفة وعلمائه وشعبه وحكومته المناصرين لفلسطين وقطاع غزّة.
كما حيّا الشيخ قاسم تونس التي تميّزت بتعبئتها الشعبية الواسعة وبمستواها السياسي المتضامن مع فلسطين.
وأضاف: “في هذا العام رفعنا شعار “إنّا على العهد” لأنّ العهد لا يتوقف وسنبقى على العهد وهذا يعني أننا مستمرون على نهج السيد”.
الشيخ قاسم: المقاومة تعافت جهادياً
وشدّد الأمين العام لحزب الله على أنَّ المقاومة واجهت حرباً كبيرة عالمية بالأداة الإسرائيلية والدعم الطاغوتي الأميركي والأوروبي الذي لم يكن له حدود، لافتاً إلى أنّ “الهدف كان إنهاء المقاومة في فلسطين ولبنان وفي كل هذه المنطقة لتبقى إسرائيل وتتوسع وتأخذ ما تريد”.
وفي سياق متصل، أشار الشيخ قاسم إلى أنّ “هجمات العدو واغتيال الأمينين العامين والقادة وعملية البيجر لو حصلوا مع مجموعة من الدول لانهارت”.
وأكّد أنّ المقاومة استطاعت في معركة “أولي البأس” أن توقف اندفاعة العدو، وأنها خاضت المعركة ابتداء من 23 أيلول/سبتمبر ولمدّة 64 يوماً.
كذلك، أضاف أنّ “إسرائيل” استمرّت بعدوانها بعد اتفاق وقف إطلاق النار ودعمتها الولايات المتحدة لتحقق في السياسة ما لم تحققه في الميدان.
كما جدد الشيخ قاسم تأكيد استمرار المقاومة، موضحاً أنّ “ثمّة مشاهد بعد معركة أولي البأس دلّت على قوّة المقاومة، ومنها التشييع المليوني لسيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي”.
وشدّد في هذا السياق على أنّه ” إلى اليوم يثبّت أهلنا مواقعهم في قرى المواجهة مع العدو الإسرائيلي وهذه قوة حقيقية تسجّل لشعب المقاومة”.
واستدلّ الشيخ قاسم على قوّة المقاومة، قائلاً إنّه من “الدلائل على قوة المقاومة إنجاز ترميم 400 ألف منزل وخوض الانتخابات البلدية بنجاح وحضورنا السياسي”، مردفاً أنّ “المقاومة تعافت جهادياً وجاهزة لأيّ دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي”.
وفي هذا السياق، أشار إلى أنّ المقاومة باقية في ساحة المواجهة ولم يستطيعوا أن يحققوا في السياسة ما لم يحققوه في الميدان.
الشيخ قاسم: نهج السيد نصر الله خالد والعهد باقٍ
أما فيما يتعلق بالمناسبة، فأشار الأمين العام لحزب الله إلى أنّ “رحيل سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله موجعٌ، لكن حضوره ساطع” مخاطباً إياه “غادرتَ الدنيا مكاناً وأشرفتَ عليها علياءً وكنتَ القائد فصرت ملهماً للقادة”.
كما أضاف الشيخ قاسم: “سيدي جُبلت مسيرة حزب الله بفكرك وروحك ودمك وهي منصورة بإذن الله تعالى ومن يتولى الله ورسوله فإنّ حزب الله هم الغالبون”، متابعاً: “سيدي فتحت زمن الانتصارات في 1993 و1996 وتحرير 2000 ومواجهة 2006 وتحرير الجرود في 2017”.
وأردف متحدثاً عن السيد الشهيد نصر الله: “سيدي أنت سيد شهداء الأمة والعالم، أنت القائد الأممي الملهم للأحرار ولم تعد لمكان دون آخر ولا لزمان دون آخر، سيدي نهجك خالد… قتلوا جسدك فتحررت روحك وأصبحت حياً دائماً عند الله تعالى تُرزق وتنير ولن يهنأ الأعداء وأنت موجود فينا ولن ينتصروا وأنت فينا”.
وفي السياق نفسه، عقّب الشيخ قاسم: سيدي ما أنبلك وأوفاك وتردد دائماً أن استاذك هو الأمين العام السيد عباس الموسوي وهو القائل: الوصية الأساس حفظ المقاومة… وقد حملتَ الشعلة من يديه.
إلى جانب ذلك، لفت الشيخ قاسم إلى أنّه عمل مع السيد نصر الله 3 عقود ورأى فيه القائد المسدد صاحب العزيمة والقلب العطوف ، قائلاً: “لك باسمي وباسم إخواني وهذا الجمهور المحب إنا على العهد يا نصر الله، إنّا على العهد وقد تابعنا من بعد غيابك وسنتابع وسنكون حملة الأمانة ولن نترك السّاح ولن نتخلى عن السلاح”.
وأضاف أنّ “السيد نصرالله أسس مقاومة نموذجية وغيّر وجه المنطقة وقد امتدت إلى العالم”.
وعن الشهيد السيد هاشم صفي الدين، قال الشيخ قاسم إنّه كان “عضداً لسيد شهداء الأمة وقد شغل مواقع قيادية وتميّزت مسيرته بالعطاء”، وكذلك استشهدت ثلّة مع سيد شهداء الأمة من ضمنهم القائد علي كركي الذي يعرفه تراب الجنوب وكل الحروب.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنّ “القائد علي كركي شغل مسؤوليات من ضمنها رئاسة الأركان والمعاون الجهادي لسيد شهداء الأمة ونال الشهادة معه”
وعقّب أنّه “من حق الإخوة الذين ارتقوا مع سيد شهداء الأمة والسيد الهاشمي أن نبارك لهم نيلهم وسام الشهادة”.