بمناسبة أسبوع الأصم الدولي … زراعة القوقعة في موريتانيا: كابوس يؤرق أهالي الأطفال الصم

علقد لاحظت عدم الاهتمام ببعض المناسبات العالمية وتخليدها، مثل: اليوم العالمي لزراعة القوقعة والموافق لـ 25 فبراير من كل عام، واليوم العالمي للسمع. الموافق لـ 3 مارس من كل عام والذي نظمته منظمة الصحة العالمية OMS هذه السنة تحت شعار: “غير عقليتك مكن نفسك من جعل رعاية الأذن والسمع واقعا للجميع”، واليوم العالمي للإعاقة السمعية البصرية الموافق لـ 27 يونيو من كل عام.
بينما تم منح الكثير من الاهتمام الإعلامي، بلغات الإشارة، والتي تصل إلى مئات اللغات، والتي خصص لها يوم 23 سبتمبر من كل سنة، ضمن الأسبوع الدولي للصم، وهي لغات تستحق الكثير من الاهتمام والحضور في النشاطات العامة، لإشراك هذه الفئة في الحياة النشطة ودمجهم فيها، ولكن هذه اللغة مجرد نشاط واحد من عدة نشاطات ومجالات يجب الاهتمام بها، ومنها: عملية زراعة القوقعة، والتي خصص لها العالم يوم 27 يونيو، دون أن تحتفل بها بلادنا.
ماهو زرع القوقعة ؟ هو إجراء جراحي يتم فيه تركيب جهاز إلكتروني يستعيد السمع لمن يعانون من فقدان السمع الحاد أو العميق. يتكون الجهاز من جزأين، خارجي يلتقط الصوت ويعالجه، وداخلي يزرع تحت الجلد ويرسل إشارات كهربائية لتحفيز العصب السمعي، متجاوزًا الجزء التالف من الأذن الداخلية. العملية تساعد الأشخاص الذين لا يستفيدون من المعينات السمعية التقليدية، خاصة الأطفال في سن مبكرة والبالغين الذين فقدوا سمعهم، وتتطلب فترة تأهيل مكثفة بعد العملية.
لقد أجريت أول عملية زراعة للقوقعة في بلادنا منتصف سنة 2022 في المستشفى العسكري بانواكشوط وواكبتها حملة إعلامية غير مسبوقة لتثمين هذه الخطوة التي يفترض أن توقف سيل الأطفال الذين يزرعون في دول الجوار، وبذلك يتم توفير مبالغ معتبرة من العملة الصعبة.
ولكن هذا الحلم الوردي ما لبث أن تلاشى أمام غياب المتابعة والتدريب والتأهيل والمواكبة، واستحالة الحصول على هذه الأجهزة الباهظة التكاليف وعلى قطع غيارها، مما تسبب في تعثر هذه العملية. كل هذا في غياب تام للجهات المعنية والوصية من: ووزارة العمل الاجتماعي والطفولة والأسرة؟ ووزارة الصحة ؟ والصندوق الوطني للتأمين الصحي ؟
وهنا لا يسعنا الا أن نذكر الجميع بمعاناة زارعي القوقعة في بلادنا، والذين يعانون في صمت، منهم من لم يتلقى تدريبا ولا تأهيلا، ومنهم من لم يجد قطع غيار لجهازه، فأصبحت العملية عبئا عليه بعد أن كان يعقد عليها آمالا كبيرة، وهم مجمعين على أن الفترة الذهبية التي عاشوها كانت أيام يزرعون في الخارج بتدخل من الصندوق الوطني للتأمين الطبي، فهل سيعودون إلى سابق عهدهم أم ستتحسن هذه الخدمات الخاصة ؟
عبد القادر محمد سالم