وزير الثقافة في افتتاح النسخة الثالثة من مهرجان “التيدنيت” : تم تحقيق جملة من الإنجازات الهامة في مجال الفنون والموسيقى

أكد وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الحسين ولد مدو، أن رئيس الجمهورية، يولي أهمية بالغة للفنون بوجه عام، وللموسيقى بشكل خاص، إدراكًا منه لما تمثله من عمق وأصالة في وجدان المجتمع.
وقال الوزير، في كلمته مساء الجمعة، خلال افتتاح النسخة الثالثة من مهرجان “التيدنيت”، إن هذا الوعي برز جليًا في برنامجي “تعهداتي” و”طموحي للوطن”، حيث تم تخصيص بنود واضحة وشاملة للموسيقى والفنون، لم تقتصر على صونها، بل شملت كذلك تطويرها وإحيائها وتثمينها، من خلال مجموعة من الآليات والأدوات الفنية والثقافية والإعلامية، أسفرت عن إنجازات نوعية.
وأشار إلى جملة من هذه الإنجازات، من أبرزها: إنشاء المعهد الوطني للفنون، واستحداث جائزة رئيس الجمهورية للفنون الجميلة، وإدراج كلمة “الفنون” ضمن التسمية الرسمية لوزارة الثقافة، إلى جانب إنشاء إدارة متخصصة بالفنون داخل الوزارة، وإطلاق مهرجان وطني للموسيقى احتضنت العاصمة نواكشوط نسخته الأولى، على أن تحتضن مدينة النعمة، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، نسخته الثانية هذا العام.
وأبرز ولد مدو أن هذا التوجه يعكس الاهتمام الكبير والرعاية المستمرة التي تحظى بها الفنون والفنانون، على اختلاف أعمارهم، وتجسيدًا لهذه الرؤية الطموحة، تواصل حكومة الوزير الأول، العمل على تنفيذ سياسات ثقافية شاملة من خلال قطاع الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، تجسد تلك الرؤية بكل جدية وتكامل.
وشدد الوزير على أن تعزيز الهوية الثقافية الوطنية والاعتناء بالموروث الثقافي في أبعاده الثلاثة: الماضي والحاضر والمستقبل، يشكل ركيزة أساسية في تصور رئيس الجمهورية، وقد ظهر هذا الاهتمام بجلاء في سلسلة من المكاسب الثقافية المتحققة خلال سنة واحدة فقط، من أبرزها إدراج التراث المحظري ضمن قائمة التراث العالمي من طرف منظمة اليونسكو، تلاه الاعتراف باللغة السوننكية كتراث عالمي، ثم اعتماد “ملحمة كالاجيو” ضمن التراث الإنساني المشترك.
كما أوضح أن هذه الإنجازات تمثل رافدًا مستمرًا لدعم الهوية الثقافية الوطنية الغنية، وتعكس ثراء التعدد الثقافي الذي يميز المجتمع الموريتاني، إلى جانب التحولات النوعية التي شهدها الحقل الثقافي، من بينها استئناف البحث الأثري في موقع آزُوكي التاريخي، وتوسيعه لاحقًا ليشمل منطقتي أوداغوست وكومبي صالح، مما يعكس اعتزازًا كبيرًا بالماضي الثقافي المتنوع، ويؤكد أن هذا التنوع لم يكن حاضراً فقط، بل كان أيضًا مكونًا أصيلاً من تاريخنا.
وثمّن الوزير الجهود المبذولة من قبل المهرجان الدولي للتيدنيت، لما لها من دور في إبقاء هذا التراث حيًّا ومتجذرًا، مضيفا أن “التيدنيت” تمثل رمزًا حيًّا لذاكرة موسيقية خالدة، إذ تمتزج فيها نسمات المحيط بألحان موسيقانا الوطنية، لنحتفل من خلال هذا المهرجان بكنوزنا الموسيقية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من هويتنا.
وأكد الوزير أن الموسيقى، باعتبارها لغة عالمية عابرة للحدود، تُمثل وسيلة فعالة لنقل تراثنا الثقافي إلى العالم، ولهذا، فإن مهرجان التيدنيت لا يقتصر على الفنانين الموريتانيين فقط، بل يشكل منصة مفتوحة لاستقطاب الفنانين من بلدان شبه المنطقة، بما يعزز التفاعل الموسيقي بين الشعوب، ويشجع الإبداع والانفتاح، دون التفريط في الأصالة.