افتتاح المقر الجديد لمدرسة “اليد المسلمة” التابعة لجمعية الأيادي المسلمة في موريتانيا

نواكشوط – التواصل- تقرير : بكاري گي
تم صباح اليوم افتتاح المقر الجديد لمدرسة ”اليد المسلمة“ التابعة لمدرسة الأيادي المسلمة بموريتانيا، والتي توفر التعليم للأيتام وأطفال الأسر المحرومة منذ عدة سنوات، وذلك في المنطقة المحاذية لـ ”شارع عزيز“ الشهير الذي يمثل الحدود الشرقية لمقاطعة دار النعيم بنواكشوط الشمالية.
وأقيم حفل افتتاح المدرسة صباح اليوم الاثنين بحضور الإمام سيد لاخت حسنين، المدير الدولي لمنظمة الأيادي المسلمة في المملكة المتحدة، والدكتور صادق دانيسمان، مدير جمعية ياردميلي التركية التي مولت بناء المدرسة.
كما حضر وفد كبير من تركيا. و حضرت الحدث أيضاً السلطات المحلية من قطاع التعليم، بالإضافة إلى ممثلين منتخبين محليين، بما في ذلك رئيس بلدية تاغويليت وممثلين عن رؤساء بلديات الرياض ودار النعيم.
وفي كلمة ألقاها بهذه المناسبة، رحب السيد عبد الباقي شمس الدين، منسق منظمة الأيادي المسلمة في موريتانيا، ببناء هذه المنشأة الحديثة التي تبرعت بها جمعية ياردميلي التركية التي وجه لها تحية حارة.
وأضاف أن مدرسة الأيادي المسلمة المتميزة هذه هي رمز للأمل. فهي ستمكّن الأطفال المنحدرين من خلفيات هشة من الحصول على تعليم جيد وتحقيق أحلامهم وبناء مستقبل أفضل.
وستمكن هذه المدرسة الأطفال من التعلم بكرامة وسعادة بفضل فصولها الدراسية الفسيحة وحصولهم على وجبات مغذية وزي مدرسي موحد ورعاية صحية وبيئة تعليمية آمنة.
كما تحدث منسق منظمة الأيادي المسلمة في موريتانيا في كلمته عن البرامج العديدة التي تديرها المنظمة، بما في ذلك كفالة الأيتام والدعم التعليمي، وتوزيع الأضاحي وتوزيعات رمضان، ومساعدة الأرامل والنساء المحتاجات، والرعاية الصحية والمشاريع البيئية، بما في ذلك مكافحة التصحر في تاقيلالت.
ووفقًا للمنسق، فإن وراء كل هذه الإنجازات تكمن رؤية الإمام سيد لاخت حسنين الذي أشاد به. كما رحب بالتعاون مع السلطات الموريتانية وشكرها بحرارة على دعمها.
بدوره، رحب السيد با، مدير مدرسة اليد المسلمة بهذا الإنجاز. وأشار إلى أن هذه المدرسة، التي أنشئت في عام 2008، كانت تعمل منذ 15 عامًا في الرياض في منزل مستأجر. مضيفا أن مركز المساعدة التعليمية هذا يستوعب بشكل رئيسي 258 طفلاً يتيماً من مجموع 301 تلميذ، أي بنسبة 85.7%، ومعظمهم من أسر فقيرة.
ويتم نقل هؤلاء الأطفال وإطعامهم على نفقة المدرسة. لهذا السبب، كما يقول، تحتاج المدرسة التي تضم 13 قسمًا إلى الدعم.
وتشمل هذه الأقسام مرحلة ما قبل المدرسة والابتدائي والثانوي. كما تضم المدرسة 301 تلميذا، 154 منهم من الفتيات، أي بنسبة 52%. ويتولى التدريس فيها 17 معلماً.
ويحظى تلاميذ المدرسة بوجبتين يومياً.
يارديميلي ملتزمة بتعزيز التعليم في جميع أنحاء العالم.

بدوره قدم الدكتور صادق دانيسمان، مدير جمعية يارديميلي التركية، تقريراً عن أنشطة منظمته التي تدخلت في عام 2016 لأول مرة في موريتانيا بتوزيع الأضاحي بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
كما قدم تقريراً عن الدعم المقدم لتعليم الأطفال في موريتانيا وللتلاميذ في المحظرة.
وأشار إلى أن الأرض التي بُنيت عليها المدرسة تم دفع ثمنها مؤخراً من قبل منظمة أيادي مسلمة، وشكرهم على جهودهم في مجال تعليم الأطفال.
وقال إن 800 مليون طفل حول العالم يحتاجون إلى دعم تعليمي.
واضاف أن مؤسسة ياردميلي لا تساعدهم فحسب، بل تعمل أيضًا على القضاء على الجوع في العالم.
ودعا إلى الوحدة بين المسلمين للتغلب على الشرور مثل الجهل والظلم والفرقة. وأكد أن حل كل هذه المشاكل يكمن في التعليم.
وأشاد، في هذا الصدد، بجهود أيادي المسلمين في تعليم القرآن، وهي جهود قال إنها ستكلل بالنجاح.
وقال إن منظمة ياردميلي تبذل جهوداً كبيرة. ففي بنغلاديش قامت بتمويل جامعة تضم 1000 طالب، وفي السودان أنشأت جامعة تضم 400 طالب.
وفي الصومال، تم بناء مستشفى يضم 100 سرير. وتم بناء مراكز للأيتام في باكستان وسوريا. وهذا هو الحال أيضًا في قطاع غزة، حيث توجد المنظمة منذ عام 2008 هناك. وفي عام 2021 تعرض موقعها للقصف.
وحاليًا، يتلقى 1,120 شخصًا في غزة مساعدات شهرية. كما تقدم الجمعية مساعدات إنسانية (أغذية وملابس وغيرها) للفئات الضعيفة.
مدرسة مجانية للأيتام
وفي ختام كلمته، استهل الإمام سيد لبخت حسنين، المدير الدولي لمنظمة الأيادي المسلمة، كلمته بالتعبير عن فرحته بوجوده في موريتانيا، البلد الاستثنائي والمعروف بنشر الإسلام في غرب أفريقيا، كما قال.
وأضاف أن هبة هذه المدرسة المتميزة هائلة، حيث ستعمل على تدريب إطارات رفيعة المستوى في جميع التخصصات. وقال: ”إنها مدرسة مجانية وفرصة للأيتام الذين سيقضون فيها كل سنواتهم الدراسية، من الحضانة إلى الجامعة. وسيتم الاعتناء بهم بشكل كامل.
وشكر الإمام السيد جمعية ياردميلي، واعداً بالاهتمام بالمدرسة.
وخلال الحفل، الذي كان آخر فقراته قص الشريط الرمزي إيذاناً بافتتاح المدرسة، تخللت الحفل فواصل من مديح النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي نالت استحسان الحضور والضيوف الأجانب، مما زاد من بهجة هذا الحفل.