كيان الاحتلال: جدل واسع حول تبرع الاتحاد اليهودي في نيويورك لمساعدة المدنيين في غزة

أثار قرار الاتحاد اليهودي في نيويورك (UJA)، وهو من أكبر وأغنى المؤسسات اليهودية في أمريكا الشمالية، جدلاً واسعاً بعد إعلانه التبرع بمبلغ مليون دولار لتقديم مساعدات إنسانية للفلسطينيين في قطاع غزة، عبر منظمة “إسرائيل إيد” اليهودية للإغاثة.
ويهدف التبرع إلى توفير مساعدات غذائية وطبية، إضافة إلى أنظمة تنقية المياه للعائلات النازحة داخل القطاع، في خطوة نادرة وغير مسبوقة من جانب الاتحاد الذي يُعرف تقليديًا بتركيزه على دعم المجتمع اليهودي والكيان الصهيوني.
القرار قوبل بردود فعل متباينة داخل الأوساط اليهودية والصهيونية. فبينما رحّب به البعض باعتباره تعبيرًا عن القيم الإنسانية والتضامن مع المدنيين في أوقات الأزمات، هاجمه آخرون بشدة، واعتبروا التبرع “خيانة” لقضية الشعب اليهودي ول”دولة إسرائيل”، خاصة في ظل الحرب الدائرة في غزة.
وقد عجّت مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة من أعضاء ومتبرعين سابقين، حيث اعتبر كثيرون أن أموالهم كانت مخصصة لدعم الفئات الضعيفة داخل “إسرائيل”، وليس لمساعدة “العدو”، حسب وصف بعضهم. وكتبت إحدى المتبرعات من مانهاتن: “عائلتي تدعم الاتحاد منذ أجيال، لم أتخيل يومًا أن تذهب تبرعاتنا إلى غزة”.
كما شنّ بعض الكُتّاب في الصحافة اليهودية هجومًا لاذعًا على الاتحاد، من بينهم المدون المعروف دانيال مول، الذي وصف القرار بأنه “مربك أخلاقيًا”، واتهم إدارة الاتحاد بـ”استخدام العمل الخيري كغطاء أخلاقي بعيد عن المصالح اليهودية”.
وبحسب تقرير لموقع “واينت”، فإن الجدل تجاوز الأبعاد الإنسانية للقرار، ليكشف عن انقسام أعمق داخل الجالية اليهودية الأمريكية بشأن الهوية والدور: هل يجب أن تظل الأولوية مطلقة لدعم كيان الاحتلال والمجتمع اليهودي ،أم أن هناك أيضًا مسؤولية أخلاقية عالمية تشمل دعم المدنيين من الجانب الآخر في وقت الحرب.