سفير فلسطين في موريتانيا: ما يحدث في فلسطين خلال العامين الماضيين وضع البشرية وقوانينها ومؤسساتها أمام امتحان فشلت فيه

نواكشوط- التواصل: نظمت سفارة دولة فلسطين بموريتانيا مساء الاربعاء بقاعة الأمباسادور في نواكشوط فعالية اتخليد عدد من المناسبات الوطنية الفلسطينية من ابرزها:
- ذكرى إعلان الاستقلال
- ذكرى استشهاد المناضل والزعيم ياسر عرفات
- ذكرى وعد بلفور المشؤوم
- ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.
وخلال الفعاليات ألقى السفير الفلسطيني بشير سليم ابو حطب كلمة بالمناسبة
رحب فيها بالحضور الكثيف والنوعي في إحياء المناسبات الوطنية الفلسطينية.
وقال “إن شهر نوفمبر يحتوي على عده مناسبات خاصة بشعبنا ونضاله منها ما هو مؤلم ومنها ما يدعو للأمل والتفاؤل”.
وأوضح السفير ابو حطب ان “فيه ذكرى وعد بلفور المشؤوم الذي أعطى وطنا لليهود على أرض فلسطين ولازلنا حتى يومنا هذا نعاني من آثار وتداعيات هذا الوعد. كما ان فيه ذكرى استشهاد الزعيم الخالد الرئيس ياسر عرفات أيقونة الثورة والنضال الفلسطيني و حامي المشروع الوطني، وهو الزعيم والقائد الملهم الذي قاد شعبه في مرحلة شديدة الحساسية واستطاع أن يضع شعبنا على خارطة العالم السياسية.
كما أن في هذا الشهر ذكرى إعلان استقلال دولة فلسطين ذلك الإعلان التاريخي الذي تم على أرض الجزائر الشقيقة والذي كان بمثابة اللبنة الأولى لإنشاء أول نظام سياسي فلسطيني، وأيضا في نوفمبر ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة مؤكدة فيه على حق الشعب الفلسطيني في الوجود وحقه أن يحيى حرا مستقلا كباقي شعوب الأرض.
ونقل السفير ابو حطب إلى موريتانيا تحيات القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين على الحضور والمشاركة في إحياء هذه المناسبات في هذا الوقت حيث يتعرض شعبنا ومنذ أكثـر من عامين لأبشع حرب إبادة يمكن أن يتعرض لها شعب على مر التاريخ، مورست فيها كل أنواع القتل والتعذيب والتدمير ومحاولات الإقتلاع. مورست فيها جرائم الحرب والإبادة الجماعية بصورة لم يسبق لها مثيل، استخدم فيها الجوع والمنع من الحصول على الدواء والغذاء والماء كأسلحة للقتل. ودمرت فيها كل مقومات الحياة من مباني ومرافق ومستشفيات ومدارس وبنى تحتية مؤكدا أنها حرب ضد الإنسان و ضد الحياة استدعيت فيها نصوص من عصور سحيقة مظلمه لإشباع رغبات وغرائز القتل والتدمير وشاهدنا جميعا وبكل وضوح كيف كان قادة ووزراء حكومة الاحتلال يحرضون ويدعون الى القتل على شاشات التلفزه وعلى الهواء مباشرة ودون خجل أو وجل
واضاف السفير الفلسطيني ابو حطب: نعم، قُتل المئات من أبناء شعبنا وهم يحاولون الحصول على حفنة من الدقيق أو شربة ماء، أو حبة دواء لقد اختلط الدم بالدقيق وسالت الدماء بجانب الماء وقتل الناس على أسرة المستشفيات حتى قبور الموتى نبشت وانتهكت قدسيتها في حرب بربرية همجية أمام سمع وبصر العالم.
وفي إطار خطة مدروسة وبرنامج منظم تم إعداده مسبقا في محاولة للقضاء على وجود السلطة الوطنية الفلسطينيه وبالتالي قطع جذور شعبنا واقتلاعه من أرض وطنه حيث أقدمت “إسرائيل” على سرقة الأموال الفلسطينية واستولت على الموارد وصادرت الأراضي، وسلحت المستوطنين وأطلقت أيديهم للقتل والحرق والتدمير، فقتلوا المزارعين أثناء محاولاتهم قطف ثمار زيتونهم، سمح بالاعتداء بشكل منظم وممنهج على المسجد الأقصى وعلى المقدسات الإسلامية والمسيحية، بقيادة وزراء ومسئولين حكوميين، وخنقت الحواجز المدن والقرى ودمرت الاقتصاد الفلسطيني وأصبح المواطن الفلسطيني مستهدفا في وجوده وفي كل جوانب حياته من أجل خلق واقع صعب يدفع الشعب للهجرة وترك أرضه، لكن هذا لم يحدث وبقي شعبنا متشبثا بأرضه صامدا فيها ملتفا حول قيادته و مشروعه الوطني ووحدانية نظامه السياسي والذي يحاول الاحتلال وأدواته تقويضه
واضاف السفير أبو حطب في خطابه:
إن ما حدث وما يحدث في فلسطين خلال العامين الماضيين وضع البشرية وقوانينها وشرعياتها وأخلاقها ومؤسساتها أمام امتحان صعب فشلت فيه مع الأسف ولم تستطيع أن تردع “اسرائيل” أو توقف جرائمها والتي لا زالت تمارس نفس الممارسات وإن بوتيرة أقل.
بالأمس القريب فقط أقر البرلمان الاسرائيلي وصوت على قانون لتطبيق عقوبة الإعدام، وكأن قتل ما يزيد على مائة ألف (فلسطيني) غيـر كاف لإشباع غريزة القتل لدى حكومة اليمين في “تل أبيب”، ولتتم شرعنة قوانين جديدة لإعدامات جديدة.
هذه هي “اسرائيل” التي صدعت رؤوس العالم طوال أكثـر من ثمانية عقود بروايات وأكاذيب وادعاءات، زاعمة أنها في خطر وأنهم مهددون ويعيشون في وسط معاد وسلطوا سيف معاداة السامية في وجه كل من رفض ممارساتهم وأدان تصرفاتهم. ولكننا شاهدنا جميعا أن أياً من دول الإقليم لم يسلم من “اسرائيل” و”جيشها” ذلك “الجيش” الذي لا يتحلى بأية ذرة من الأخلاقية في العالم وقوتها الغاشمة التـي تحتمـي تحت مظلة من الأكاذيب والخدع ومنظومة دولية عاجزة تكيل بعشرات المكاييل.
واردف أبو حطب: إن فداحة وفاشية ونازية ما حدث أسقط هذه الرواية الزائفة الكاذبة، لقد استيقظ أخيـراً الضمير العالمي ولم يعد مُجديا ما يتـردد من أكاذيب ليبـرر هذه المجازر والجرائم، لقد خرج أحرار وشرفاء العالم في كل العواصم انتصاراً للقيم الانسانية والمبادئ والأخلاق التي داستها “إسرائيل”.
وخلص السفير ابو حطب إلى القول: لقد كانت التظاهرات التـي انطلقت في مختلف عواصم العالم بمثابة تعديل للميزان المائل للقيم والمبادئ الانسانية التي اختلت بسبب ممارسات الاحتلال واختلت أكثـر بسبب عجز المنظومة الدولية بصيغتها القائمة والتـي أثبتت الأحداث بما لا يدع مجالا للشك أنها بحاجة إلى إعادة تقييم وإعادة صياغة لآليات عمل هذه المنظومة.
وختم السفير الفلسطيني قائلا: باسمي وباسم أبناء شعبنا الذي يُقتل يوميا.. أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لكل الدول التـي اعترفت بدولة فلسطين وحقها في الوجود وأؤكد لكم أن هذا الاعتراف هو بمثابة انحياز للجانب الصحيح من التاريخ، هو انحياز لقيم العدالة والإنسانية .
كما أتوجه بالشكر والتقدير لكل أحرار وشرفاء العالم الذين رفعوا صوتهم في كل العواصم رافضين لما يحدث ومنتصرين لقيم العالم الحر وللعدالة والإنسانية ولحق الشعوب في تقرير مصيرها.
ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر العميق للجمهورية الإسلامية الموريتانية وعلى رأسها فخامة السيد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على موقفهم الثابت اتجاه دولة فلسطين ودعمهم الدائم لحقوق شعبنا في كل المحافل الدولية.
كما أتوجه بالشكر إلى الدول العربية الشقيقة شعوباً وقيادات والتـي وقفت بجانب الشعب الفلسطيني وخففت من آلامه وعملت منذ اللحظة الأولى على توفير مقومات الصمود والثبات، ورفضت بكل قوة وحزم مشروع التهجيـر ووقفت سداً منيعاً أمام كل محاولات تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها واستطاعت أن تفرض رؤيتها للحل ووقف نزيف الدماء والقتل.
إن “اسرائيل” أصبحت تشكل خطراً ليس على الفلسطينيين وعلى جيرانها في الإقليم فقط، بل أصبحت تشكل خطراً على القيم الإنسانية وقيم العالم المتحضر.
إن هذه الممارسات التي تقوم بها “اسرائيل” وتحاول ترسيخها والإصرار عليها إنما تشكل استخفافا بالمشاعر والقيم الإنسانية وتعتبـر وصمة عار في جبين وتاريخ شعوب ودول العالم التـي أصبحت تعلم تماماً أن “إسرائيل” تشكل خطراً على العالم.
حضر الفعالية طاقم السفارة الفلسطينية في نواكشوط ومن الجانب الرسمي الموريتاني وزير العدل، وزير الخارجية وكالة محمد ولد أسويدات والمستشار برئاسة الجمهورية أحمد سالم ولد فاضل، و عدد من طاقم وزارة الخارجية والتعاون والمستشارة السياسية للوزير الاول هنده عينينا إلى جانب عدد من النواب وبعض رؤساء الأحزاب والسياسيين ونخبة المجتمع فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي في موريتانيا.
وتضمن الحفل عرض فيلم وثائقي عن دولة فلسطين
وحياة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.










