جرعة واحدة من دواء جديد قد تخفّض الكولسترول مدى الحياة

تبشّر نتائج علمية جديدة بإمكانية خفض مستويات الكولسترول الضار مدى الحياة عبر جرعة واحدة فقط من الدواء التجريبي VERVE-102، في خطوة قد تحوّل طريقة علاج ارتفاع الكولسترول جذريا.
ويعمل الدواء عبر إيقاف الجين المسؤول عن إنتاج الكولسترول الضار (LDL) في خلايا الكبد، ما يقلل مستويات LDL في الدم بشكل مستمر.
وكشفت تجربة سريرية أولية شملت 14 مريضا يعانون من مستويات مرتفعة من البروتين الدهني منخفض الكثافة (LDL) رغم تناولهم أدوية خفض الكولسترول، أن جرعة واحدة من الدواء خفّضت مستويات LDL بنسبة وصلت إلى 53% خلال أربعة أسابيع.
ويرى الخبراء أن هذه النتائج قد تمهد لعلاج طويل الأمد، خاصة للمرضى غير المستجيبين للعلاجات التقليدية أو أولئك الذين يبحثون عن بديل يغنيهم عن تناول الستاتينات يوميا.
ويعد ارتفاع الكولسترول مشكلة واسعة الانتشار، ويُنصح بأن يكون مستوى الكولسترول الكلي أقل من 5 ملي مول/لتر، وأن يقل مستوى LDL عن 4 ملي مول/لتر، نظرا لارتباط ارتفاعه بزيادة خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية عبر تراكمه في جدران الشرايين وتصلّبها.
ورغم أن الستاتينات تظل العلاج الأساسي لخفض الكولسترول، وتظهر الدراسات قدرتها على خفض LDL بنسبة تصل إلى 50%، إلا أن القلق من آثارها الجانبية – مثل آلام العضلات وضعفها – يدفع أكثر من نصف المرضى إلى التوقف عنها خلال عام من بدء العلاج، وفق عدد من الدراسات.
وفي السنوات الأخيرة ظهر خيار علاجي آخر هو مثبطات PCSK9، التي تساعد الجسم على التخلص من الكولسترول الضار عبر إعادة امتصاصه إلى الكبد. وتستطيع هذه المثبطات خفض LDL بنسبة قد تصل إلى 55%، ويمكن استخدامها مع الستاتينات لتحقيق خفض إجمالي يصل إلى 70%. إلا أن تكلفتها المرتفعة تحدّ من انتشارها.
أما الدواء الجديد VERVE-102 فيستهدف بروتين PCSK9 بآلية مختلفة، إذ يعمل على تعطيل الجين المسؤول عن إنتاجه داخل خلايا الكبد.
ويُعطى الدواء عبر حقن بطيء في مجرى الدم لعدة ساعات، ولا يوقف إنتاج الكولسترول الضار نهائيا لكنه يقلله بدرجات واضحة. فقد سجّلت التجربة انخفاضا بنسبة 21% في أدنى جرعة و53% في أعلى جرعة خلال شهر واحد، مع رصد آثار جانبية خطيرة قليلة للغاية.
ولفهم أهمية هذا البروتين، تجدر الإشارة إلى أن PCSK9 طبيعي وضروري لتنظيم مستويات الكولسترول في الدم. فهو يتحكم في عدد مستقبلات LDL على سطح خلايا الكبد، وهذه المستقبلات تلتقط الكولسترول الضار (LDL) لإعادته إلى الكبد وتكسيره. لكن عند زيادة نشاط PCSK9، يتم تدمير المزيد من المستقبلات قبل أن تلتقط الكوليسترول، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات LDL في الدم.
ويؤكد الدكتور ريكاردو بيتراكو، استشاري أمراض القلب في لندن، ضرورة إجراء دراسات أطول وأوسع قبل اعتماد العلاج على نطاق واسع، نظرا للطبيعة طويلة الأمد للتدخل الجيني.
ومن المقرر إطلاق تجربة عالمية أكبر قريبا، قد تشمل جرعات أعلى وتضم مرضى يعانون فرط كولسترول الدم العائلي، وهو اضطراب وراثي يؤدي إلى ارتفاع شديد في الكولسترول منذ الطفولة. ويرجّح خبراء أن يستفيد من العلاج مستقبلا عدد أكبر من المرضى، خصوصا أولئك الذين لا يتحملون العلاجات الحالية أو لا يستجيبون لها.
المصدر: ديلي ميل







