مقالات وآراء

تعريف جديد وسليم للانتماء القومي ورد في تصريح للسيد بيرام الداه أعبيد حول قانون الأحزاب

استمعتُ إلى تسجيلات صوتية للسيد بيرام الداه اعبيد، تناول فيها موقفه من قانون الأحزاب،
وقد تضمن حديثه تعريفًا لمكون العرب في موريتانيا باعتبارهم يشملون جميع الناطقين بالعربية والحاملين لقيمها وتراثها من مختلف الشرائح. وهو تعريف دقيق، يتطابق مع التصور القومي الذي يتبناه القوميون العرب في موريتانيا، ويمثل خطوة وعي إيجابية اسجل تثميني لها .

وبصفتي أحد المنتسبين لحملة الفكر الناصري في موريتانيا، أؤكد أن الانتماء إلى القومية العربية لا يرتبط بلون البشرة، ولا بالانتماء الطبقي أو الشرائحي أو الأصل الاجتماعي. فجميع اجزاء المكوّن العربي، من الحراطين، والزوايا، والمعلمين، وإيگاون، وآزْنَاكًه وغيرهم — يشتركون في الهوية الثقافية واللغة العربية، وبالتالي يتساوون في تمثيل هذا المكون الوطني.
فالشعب الموريتاني يتكوّن من أربع قوميات رئيسة: العرب، والبولار، والسوننكي، والولوف. وكل قومية من هذه القوميات تضم في داخلها نفس البنية الاجتماعية المكونة من شرائح متعددة (لحراطين، الزوايا، المعلمين، الحرفيين…)، وهي متشابهة من حيث التركيب الطبقي والتاريخي.
ومن هذا المنطلق، فإن اختزال مكون قومي في لون او شريحة هو تجاهل للواقع وتزوير للتركيبة الاجتماعية المتعددة، كما أن أي محاولة لتصنيف قومية ما على أسس شرائحية أو فئوية، سواء كانت من جهة رسمية أو سياسية، بغض النظر عن مصدرها و دوافعها، تعتبر ظلما في حق الوطن وتتناقض مع أسس المواطنة.
إن الفكر القومي يؤمن أن الانتماء إلى القومية العربية يقوم على اللغة، والقيم، والتراث المشترك، لا على الدم أو اللون، أوالفئة الاجتماعية،
وفي الختام ندعو إلى خطاب وطني جامع يرسخ قيم التعدد، والعدالة والمساوة، والانتماء المشترك، كما نهيب بالجميع إلى التوجه لما يعزز وحدة الموريتانيين، ويقوي تماسك المكونات الوطنية ويقوي الدولة، وفق رؤية سياسية شمولية تقوم على المواطنة ودولة القانون والمؤسسات.

سيدي محمد ولد اخليفه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى