تدشين 13 سداً زراعياً في الحوض الشرقي ضمن برنامج “الصمود” التنموي

دشّن وزير الزراعة والسيادة الغذائية، أمم ولد بيباته، اليوم الأحد، 13 سداً زراعياً ببلدية بوكادوم التابعة لمقاطعة أمورج، وذلك ضمن البرنامج الخاص لتنمية ولاية الحوض الشرقي المعروف بـ”الصمود”. وتمت مراسم التدشين بحضور والي الحوض الشرقي، اسلمو ولد سيدي، وعدد من المسؤولين المحليين.
وبلغت الكلفة الإجمالية لتشييد هذه السدود أكثر من 1.6 مليار أوقية قديمة، في إطار اتفاق تعاقدي بين الدولة الموريتانية والشركة الوطنية للاستصلاح الزراعي والأشغال (سنات)، وتشمل هذه السدود مساحة إجمالية تُقدّر بـ 1186 هكتاراً.
وتوزعت هذه المنشآت المائية على عشر بلديات هي: أم افنادش، بيري بافا، حاسي أتيله، الباطن، بوكادوم، جيكي، عدل بكرو، أظهر، اقليك أهل بويه، وكومبي صالح، وقد تم تنفيذها تحت إشراف مباشر من إدارة الاستصلاح الريفي.
وأكد وزير الزراعة، في كلمته بالمناسبة، أن هذه المنشآت تندرج ضمن سلسلة من المشاريع التي تشكّل جزءاً من خطة التحول الزراعي الشامل التي تنتهجها الدولة، تنفيذاً لتوجيهات رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وبدعم مباشر من حكومة الوزير الأول المختار ولد أجاي.
وأشار الوزير إلى أن القطاع الزراعي شهد تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة، من حيث التوسّع في المساحات المزروعة وزيادة الإنتاج، بفضل السياسات المنتهجة ووعي المزارعين المتزايد بأهمية القطاع.
كما نوّه إلى إدخال المكننة الزراعية بشكل أوسع، خاصة في المناطق المطرية، حيث تم توزيع دفعات من الجرارات الزراعية وملحقاتها على المجالس الجهوية، لتقريب الخدمة من المزارعين وتعزيز اللامركزية، مما ساهم في زيادة المساحات الزراعية، وتحسين الإنتاج، والحد من البطالة.
وشدد على أهمية العمل الجاد والإرادة الصادقة لتحويل الزراعة إلى محور رئيسي في جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي، مشيراً إلى أن “إنتاج ما نستهلك” هو الهدف الأساسي لتحقيق السيادة الغذائية، التي تُعد عنصراً جوهرياً في الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة.
ودعا الوزير كافة المزارعين إلى استغلال هذه المنشآت بالشكل الأمثل، مشيراً إلى التزام قطاع الزراعة بمواصلة دعمهم وتذليل التحديات التي تواجههم.
من جانبه، أبرز رئيس جهة الحوض الشرقي، محمد ولد التيجاني، الأثر الإيجابي لهذه السدود في تحسين سبل العيش وزيادة الإنتاج، مؤكداً أهمية الحفاظ عليها وتوظيفها لتحقيق التنمية في المناطق المستفيدة.
أما عمدة بلدية بوكادوم، بي ولد فاضيلي، فقد أشاد بما وصفه بـ”الاهتمام الكبير” الذي يوليه رئيس الجمهورية لتنمية الزراعة، معتبراً أن هذه الجهود أسهمت في تحقيق نتائج ملموسة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية في الولاية.
وفي كلمة باسم المستفيدين، عبّر الشيخ ولد سيدي محمد عن امتنان سكان بوكادوم لهذا المشروع، مشدداً على أهمية استمرار الدعم للمزارعين في مجالات التأطير، وتوفير المدخلات، واستصلاح المزيد من الأراضي، إلى جانب دعم الزراعة النسوية والخضروات، مشيراً إلى حاجة البلدية لاستصلاح أربعة سدود إضافية: بزقاله، الغردان، القطعة الضيق، وفاندا.
وفي ختام زيارته، تفقد الوزير سد “البنيات”، الذي تبلغ مساحته 38 هكتاراً، ويُعد من المشاريع الممولة ضمن البرنامج الاستعجالي لتنمية ولاية الحوض الشرقي “الصمود”.