تحديات وعراقيل تعيق العمل الإنساني في غزة رغم مرور شهر على وقف إطلاق النار

أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، أن الأمم المتحدة وشركاءها الإنسانيين يواصلون بذل أقصى الجهود لإنقاذ الأرواح وتحسين الأوضاع المعيشية في قطاع غزة، رغم استمرار العقبات التي تعيق وصول المساعدات بعد مرور شهر على وقف إطلاق النار.
وفي بيان رسمي صدر مساء أول من أمس، أوضح فليتشر أن المنظمات الإنسانية تمكنت من تقديم المساعدات الغذائية لأكثر من مليون شخص في القطاع، إلى جانب إعادة فتح مراكز التغذية والمستشفيات التي بدأت باستقبال المزيد من المرضى مؤخرًا.
وأشار إلى أن الجهود الأممية أسفرت أيضًا عن إعادة فتح الطرق وإصلاح شبكات المياه، واستئناف حملات التطعيم الأساسية، فضلًا عن توزيع الملابس الشتوية والبطانيات وتقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي للسكان المتضررين.
ورغم هذا التقدم، حذّر فليتشر من أن التحديات لا تزال كبيرة، وتشمل التعقيدات الإدارية وصعوبة وصول العاملين الإنسانيين، إضافة إلى الحاجة لفتح مزيد من المعابر والمسارات الآمنة، واستمرار مخاطر انعدام الأمن في عدة مناطق داخل القطاع.
وشدد على ضرورة تخفيف القيود المفروضة للسماح للمنظمات الإنسانية بالقيام بعملها بشكل أوسع لإنقاذ المزيد من الأرواح وتحسين أوضاع المدنيين.
وفي السياق ذاته، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن إسرائيل ما زالت تمنع دخول مواد أساسية إلى غزة، من بينها محاقن التطعيم وزجاجات حليب الأطفال، ما يعوق وصول وكالات الإغاثة إلى المحتاجين في القطاع المنكوب بالحرب.
وقالت المنظمة إنها تواجه صعوبات خطيرة في إدخال 1.6 مليون محقن وثلاجات تعمل بالطاقة الشمسية لحفظ اللقاحات، مشيرة إلى أن هذه الشحنات تنتظر تصاريح الدخول منذ أغسطس الماضي.
وأوضح ريكاردو بيريس، المتحدث باسم اليونيسف، أن إسرائيل تعتبر المحاقن والثلاجات مواد “ذات استخدام مزدوج”، أي يمكن استخدامها لأغراض مدنية أو عسكرية، مما يعرقل الإجراءات الجمركية وعمليات التفتيش، رغم أهميتها الحيوية لبرامج التطعيم.
وكانت “اليونيسف” قد أطلقت الأحد الماضي الجولة الأولى من ثلاث حملات تطعيم استدراكية تستهدف أكثر من 40 ألف طفل دون سن الثالثة ممن فاتهم التطعيم ضد أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة والالتهاب الرئوي خلال العامين الماضيين من الحرب.
وأضافت المنظمة أن المساعدات الإنسانية التي تدخل غزة شهدت زيادة محدودة، إلا أن سلطات الاحتلال لا تزال تمنع إدخال بعض المواد الحيوية، بما في ذلك قرابة 938 ألف زجاجة من حليب الأطفال الجاهز للاستخدام وقطع غيار لشاحنات المياه.
وأشار التقرير إلى أنه كان من المفترض أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 10 أكتوبر إلى تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى القطاع، غير أن وكالات الإغاثة الدولية أكدت مرارًا أن الكميات التي سُمح بدخولها لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات سكان غزة الذين يعاني نحو مليوني شخص منهم من سوء التغذية.







