بيان من هيئات عريضة السيادة اللغوية حول خطاب غزواني بالفرنسية في واشنطن وفي قمم أخرى

اصدرت الهيئات والجمعيات الموقعة على عريضة السيادة اللغوية بيانا عبرت فيه عن ” خيبة أملنا الشديدة من كون الكلمة الرسمية التي ألقاها فخامة الرئيس في هذه القمة، جاءت بلغة أجنبية، في تجاهل مؤسف لحقيقة أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، كما نص على ذلك الدستور في مادته السادسة.”
وهذا نص البيان:
تابعنا في الهيئات والجمعيات الموقعة على عريضة الثامن والعشرين من نوفمبر للسيادة اللغوية، باهتمام واعتزاز كبيرين، مشاركة فخامة رئيس الجمهورية في القمة الإفريقية الأمريكية المصغرة، التي انعقدت في العاصمة الأمريكية يوم الأربعاء 07 يوليو 2025، بحضور خمسة من القادة الأفارقة.
غير أن هذا الاعتزاز لا يحول دون أن نعبر ـ وبكل أسف ـ عن خيبة أملنا الشديدة من كون الكلمة الرسمية التي ألقاها فخامة الرئيس في هذه القمة، جاءت بلغة أجنبية، في تجاهل مؤسف لحقيقة أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية الوحيدة للجمهورية الإسلامية الموريتانية، كما نص على ذلك الدستور في مادته السادسة.
ومما يزيد من وقع هذا الأسف أن هذه ليست السابقة الأولى؛ فقد سبق لفخامة الرئيس أن ألقى خطابات رسمية بلغة أجنبية في مناسبات دولية مهمة، منها:
كلمته في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ بتاريخ 01 نوفمبر 2021،
وكلمته في قمة أهداف التنمية المستدامة في نيويورك بتاريخ 19 سبتمبر 2023، على هامش أعمال الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
لقد أثار حديث فخامة رئيس الجمهورية بلغة أجنبية تذمرا واسعا لدى طيف كبير من أبناء الشعب الموريتاني، خصوصا أن فخامة الرئيس هو أول رئيس موريتاني يجيد اللغة العربية بطلاقة، ولا تعترضه فيها عوائق تعبيرية أو تواصلية، بل إنه، وبشهادة الجميع، من أكثر الرؤساء الموريتانيين قدرة على التحدث السلس بها، مما يجعل الحديث بلغة أجنبية اختيارا إراديا لا مبرر له.
أما ما طُرح من غياب الترجمة الفورية للعربية في القمة كمبرر لاستخدام لغة أجنبية، فإن صحّ، فهو عذر يكشف تقصيرا دبلوماسيا غير مبرر، يتمثل في عدم فرض حضور اللغة الرسمية لموريتانيا في المحافل الدولية، وهو ما كان ينبغي أن يكون من صميم مهام البعثات الدبلوماسية والوفود الرسمية.
وعليه، فإننا نوجه نداءنا الصريح إلى فخامة رئيس الجمهورية، بصفته حاميا للدستور، بأن يكون قدوة في احترام الدستور ، وألا يخاطب العالم باسم موريتانيا إلا بلغة موريتانيا الرسمية، في الداخل كما في الخارج، صونا للهوية، وترسيخا للاستقلال الثقافي، وتعبيرا عن الالتزام الصادق بالدستور.
وما ذلك على فخامة الرئيس بعزيز.
والله ولي التوفيق.
عن الهيئات والجمعيات الموقعة على عريضة السيادة اللغوية