الشرق الأوسط يعاد ترتيبه والعرب يتفرجون / شيخنا محمد سلطان

واقع حكام العرب اليوم كواقع الأيتام على مائدة اللئام.
بوادر حرب عالمية ثالثة وقعتها الثانية بين الكيان الصهيوني و إيران .
فبعد ما هزم الغرب في النزال الأول بين الهند وباكستان على يد الصين من خلال باكستان و تعثره في حسم المعركة مع روسيا في أوكرانيا حاول الغرب استعادة جزء من كبريائه المجروح في اكثر من منطقة فأعطى الضوء الاخضر لمهاجمة العدو الصهيوني إيران، قلعة أخرى من قلاع التمرد على الهيمنة الغربية ليرى حجم وجاهزية محور التحرر.
استوعب الايرانيون بعد ساعات الضربة الاستباقية وظهر أنهم كانوا يمتلكون الخطط البديلة لترتد الهجمة قاسية على الكيان الصهيوني.
مازال كل طرف يتلقى التعزيزات من محوره دون الدخول المباشر في الحرب العالمية الثالثة.
الكيان و من وراء أمريكا تجر أذيالها من الأوروبيين.
إيران وخلفها باكستان والصين و روسيا.
أما حكام العرب فهم في اسطبلاتهم مقيدين بهواجس الخوف على كراسيهم عاجزين بسبب قلة الوسائل، فالأبراج الزجاجية في دبي لا ترد ضربات الهدهد المسير و سباق الإبل في السعودية لا يحمي من الصواريخ المجنحة و مسلسلات ليالي الحلمية في مصر لا تقي من القنابل الثقيلة.
تفرج حكام العرب على بغداد وهي تسقط، فتقاسم الأمريكي و الفارسي بيت الحكمة في بغداد.
تفرج حكام العرب على عاصمة الأمويين دمشق وهي تسقط بل كانوا المعول الذي هدم به كبرياء وشموخ المسجد الأموي فأم العثماني الصلاة و حرموا من أن يصلوا خلفه في ساحة الأمويين.
تفرج العرب على غزة تسوى مع الأرض و عجزوا أن يلعبوا دور النسوان في إعداد الطعام لأطفال غزة.
اليوم يتسمرون خلف التلفاز في معركة نهايتها سترسم معالم منطقة هم مركز ثقلها الذي لا يعي وزنه الكبير ومحوريته.
ثلاث اتجاهات ستسلكها نهاية المعركة.
إما أن تكتمل سداسية النووي الشرقي بفوز إيران فتصبح اللاعب الأقوى و تحدد للغساسنة أدوارهم ومقدار الجزية من المصالح التي عليهم دفعها ثمن فك القيود التي وضعها الروم في معاصمهم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. أو ينتصر الروم وغلمانهم ممن يدعون الانتساب إلى يعقوب عندها سيضطر التغالبة إلى الخضوع لهرقل وسيتسابقون لتقديم القرابين وسيتولى أبناء القردة مهمة قتل أبنائهم في فلسطين و يستحيوا نساءهم في لبنان وسوريا و العراق والأردن فيقيموا مملكة داوود المزعومة.
السيناريو الثالث أن يصل المتحاربون إلى نقطة الانعطاف بسبب التوازن في الدمار والرعب ساعتها سنرى تقسيما جديدا للمنطقة وفق اتفاقيات جديدة اتفاقيات اترامب خامنئي لتحل محل سايكس بيكو تتغير فيها حدود قطع الشطرنج العربية وفق مصالح المتحاربين ويبقى على حكام العرب استصدار بطاقات هوية جديدة لضيعاتهم وجواز سفر جديد وفق الحدود التي سترسم لهم.
يا لها من أمة أصبح الكل يتبول على كرامتها وهي تتلذذ بابتلاع فضلاته.
شيخنا محمد سلطان.