مقالات وآراء

الديكتاتوريات لا تتشابه: بعضها يُراكم المجد وبعضها يُراكم البؤس

المحجوب ولد السالك
لا ينقضي عجبي من مفارقة القدر حين أنظر إلى الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي، -ولا أستثني أحدًا- والديكتاتوريات في بلدانٍ أخرى.

في عالمنا العربي، يتبدّل كل شيء إلا الاستبداد؛ يُغيّر ملامحه، يُجمّل أقنعته، لكن الجوهر لا يمس.

الأنظمة تلتحف شعار “إما نحن أو الخراب”، وتختزل الوطن في شخص الحاكم وذويه فإذا سقط، ترك فراغًا مفزعًا: لا مؤسسات، لا عدالة، لا كرامة… شعوبٌ تائهة تتنازع على فتاتٍ منخول في أرضٍ محترقة.

نعيش بأفكار غيرنا، نُنتج القليل، ونستهلك الكثير… إلا الكرامة، فهي دائمًا مؤجّلة.

الحاكم يملك كل شيء: القرار، والظهور، والحرية، والسلطة. أما الشعب، فله الانتظار، والتهميش، والصمت.

لكن دعونا نلتفت إلى أنموذج ديكتاتوري مختلف…

انظروا إلى الصين: أعجوبة العالم التي شقّت طريقها بعيدًا عن النماذج الغربية، بلا صخب الديمقراطية، وبلا ضجيج الشعارات، سلطة مركزية، ونظام صارم، لكنه قاد الملايين إلى نهضة اقتصادية وتقنية غير مسبوقة.

يالَ حظ شعبها، يوم يحوز من الحرية بقدر ما صنع من إنجازات!

الديكتاتوريات لا تتشابه: بعضها يُراكم المجد، وبعضها يُراكم البؤس.
كلما حاولنا التحرر، خرج الاستبداد من داخلنا؛ نعيد إنتاج الجلّاد، ونُلمّع قيوده… بأيدينا!
في بعض بلداننا حيث توجد حرية جزئية تنبري النخب للدفاع عن الظلم في بلدان شقيقة أخرى…أرأيتم كيف تشربنا الأسى؟!

غزة تموت جوعا

المحجوب ولد السالك
2025.07.24

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى