أخبار وطنيةمقالات وآراء

إلى السيدة وزيرة العمل الاجتماعي: من أسباب التنصير !؟ / محمد عبد القادر

أود الحديث هنا عن مركز خاص بالأطفال المعاقين والمنحدرين من أسر فقيرة، ويمتلك بناية خاصة به تتوفر على كل متطلبات التعليم والتكوين والتأهيل، وهو: “منزل الأطفال” Foyer de l’Enfance الذي تأسس سنة 2005 تحت وصاية أبرشية انواكشوط، Diocèse de Nouakchott وبتمويل منها، والتابعة للكنيسة الكاثوليكية في موريتانيا، وتتولى مجموعة من الراهبات إدارته وتسييره ، ويرتاده، يوميا، ما بين 25 إلى 40 طفلا موريتانيا، من أصل 185 مسجلا، رفقة أمهاتهم، ويقع هذا المركز في حي هامشي في أقصى أقصى شمال العاصمة، على مقربة من سجن دار النعيم.

وأنا هنا أتحدث من منطلق تجربة شخصية، وليس من رأى كمن سمع، ولا ينبؤك مثل خبير، حيث كان ابني من رواد هذا المركز الذي يقدم مجموعة من الخدمات المتميزة لأسر هؤلاء الأطفال الذين غالبا ما يكونون معاقين بالشلل النصفي أو الرباعي أو الدماغي وأحيانا نوبات صرع مزمنة، فيوفر هذا المركز لجميع رواده، دون تمييز، النقل الجماعي ذهابا وإيابا من وإلى المنزل، كما يوفر لهؤلاء الأطفال لوازمهم من حليب الأطفال، والحفاظات، ووجبتين للأم والطفل كل حسب احتياجاته، حيث تبلغ تكلفة التغذية اليومية لكل طفل = 3 يورو = 1200 أوقية قديمة تقريبا، ويوفر المركز الألبسة، والعلاجات الضرورية، والترويض Kinésithérapie,، وصناعة الكراسي والمقاعد الخاصة بأطفال الشلل، ودعم الأمهات ماليا للإقلاع عن التسول، ويضم المركز ورشات للتكوين على بعض الحرف والمهن البسيطة مثل: الخياطة، صناعة المربى، البستنة، الموسيقى، محو الأمية، حسب توفر المتطوعات الأجنبية.

هذا عن أداء هذا المركز الديني المسيحي، وما يقدمه من خدمات متميزة للفئات الهشة من ذوي الأطفال المعاقين، حيث تعيش هؤلاء الأمهات 6 ساعات يوميا مع أطفالهن وعلى مدار 9 أشهر، فهل نأمن تأثير الكنيسة على أمهات أطفالنا ؟ أما الأطفال أنفسهم فلا خشية عليهم نظرا لإعاقتهم العقلية.

وهنا أريد أن أجري مقارنة بسيطة بين هذا المركز المسيحي، وبين “وحدة متلازمة داون” في مقاطعة تيارت، والتابعة لـ”مشروع” مركز التكوين والترقية الاجتماعية للأطفال المعاقين CFPSEH، التابع لوزارتكم، والممول بمبلغ: 356 مليون أوقية، ومع ذلك لا يمتلك مقرا خاصا به، ولا طاقما متخصصا، ولا نظاما بيداغوجيا، ولا حتى نقلا ملائما، كما يتم تغييب الأمهات عن مواكبة هذه العملية، لتبقى مجرد حضانة لفترة قصيرة جدا وفي ظروف غير مناسبة.

من جهة أخرى رأينا الشرطة الوطنية تغرم المعاقين المتسولين بمبلغ 6000 أوقية لكل فرد، في الوقت الذي يقوم فيه هؤلاء المسيحيون بانتشال هؤلاء من براثن التسول ومستنقع الفقر.

ثم بعد هذا يتساءل البعض عن التنصير ؟ كيف دخل إلى بيوتنا ؟ وكيف أصبح أصحابه يجاهرون به، في جمهورية اسلامية ؟

أخيرا السيدة الوزيرة، لن أطلب منك الوقوف في وجه التنصير، ولن أشق عليك بطلب منافسة هذا المركز، ولكن أطلب منك فقط استحداث وحدة خاصة بالأطفال متعددي الاعاقة، وأخرى للأطفال المقعدين والمصابين بالشلل النصفي الذين يرفض التعليم العمومي استقبالهم، كما يوصد مركزكم أبوابه دونهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى