مقالات وآراء

لتكن حركة “إيرا” حركة وطنية جامعة بعيدة عن “الشبهات”

رغم عدم قناعتي بمسلكيات ونهج حركة “إيرا” منذ البداية وحتى الآن، إلا أنني أتمنى أن تسير هذه الحركة في اتجاه مختلف يحرص على الوحدة الوطنية ويحافظ على نسيج المكون العربي وفي نفس الوقت يحارب كل مظاهر الاسترقاق ومخلفاته لدى كل مكونات المجتمع الموريتاني من عرب وزنوج (بولار وسوننكي وولوف)، خاصة وأننا لم نسمع بحديث لحركة “إيرا” عن ظاهرة الاسترقاق المستفحلة لدى مكونات زنوج موريتانيا والتفاوت الطبقي الرهيب فيها قياسا بما عليه واقع مكونة العرب الموريتانيين.

أتمنى أن تنأى حركة “إيرا” عن التحالف المريب مع حركة “أفلام” الانفصالية العنصرية، التي تخدم أجندات صهيونية غريبة، والتي لا تتردد في  استغلال أي فرصة لتفكيك المجتمع الموريتاني وإضعاف الدولة وإسقاط هيبتها.

ومهما اختلفنا مع الأنظمة المتعاقبة على الحكم، فإننا لا نختلف، افتراضا، على الحرص على وحدة وأمن بلدنا وضمان رقيه والعمل على الرفع من مستوى المواطنين من كل المكونات، دون تمييز، ومواجهة كل خطر يتهدد بلدنا مهما كان مصدره داخليا أو خارجيا.

على الوطنيين في حركة “إيرا” أن يتذكروا جيدا مأساة الموريتانيين من الزنوج والعرب البيض والسمر في السنغال وموريتانيا غداة أحداث 1989 المشؤومة، ساعتها أشعلت “افلام” الانفصالية شرارة الأحداث بسبب شجار بين زنجي موريتاني وزنجي سنغالي ليتحمل العرب الموريتانيون، بيضا وسمرا، والزنوج الموريتانيون، ثمن تلك الأحداث المفتعلة. وكان الثمن باهظا لكننا لم نكن نملك إعلاما قويا يستطيع أن يوصل صوت موريتانيا للعالم بسبب إرادة الأنظمة المتعاقبة في تدجين الإعلام المستقل واحتوائه. كما على “إيرا” أن تتذكر باستمرار أن “افلام” الانفصالية هي الحركة الوحيدة التي ترفع علما “مستقلا” عن العلم الوطني في بلدنا، ولكنها لا تجرؤ على رفع هذا العلم في السنغال أو مالي، رغم كثرة مكونها الأساسي في هذين البلدين، لأن القانون هناك سيكون لها بالمرصاد.

كما أتمنى أن يعي قادة “إيرا” أهمية الانتماء للوطن، والدفاع عن كل المواطنين المغبونين أيا كان لونهم أو شريحتهم خصوصا وأن غالبية الشعب الموريتاني يعاني الغبن والحرمان والتهميش وليس مكونا واحدا فقط من عرب موريتانيا.

وأتمنى أخيرا أن تكون رسالتي، على قصرها، قد وصلت وأن يعيها قادة “إيرا” ليعملوا على تغيير نهجهم حتى تصبح هذه الحركة حركة حقوقية وطنية لكل الموريتانيين المغبونين، ويعي أشقاؤنا زنوج موريتانيا بأنهم ضحية لسياسيين يتاجرون بهم وبمواطنتهم خدمة لأجندات خارجية بينما تعايش الموريتانيون عربا وزنوجا وبربرا على مدى مئات السنين على ربوع هذه الأرض بكل مودة ومحبة، وهو ما يجب أن يعمل الجميع على تعزيزه.

أبو محمد

من زاوية “بلا قناع” (بتصرف) العدد 832 من أسبوعية التواصل بتاريخ 28 – 04 – 2025

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى