افنتاحية: موريتانيا تلتزم الصمت حيال جرائم “إسرائيل” في لبنان وسوريا
رغم الدعم الكبير للقضية الفلسطينية على المستويين الشعبي والرسمي، والذي عبرت عنه موريتانيا في كل مناسبة بدءا من رؤساء البلاد وانتهاء بالمواطنين العاديين، إلا أن مواقف موريتانيا الرسمية من الحرب الصهيونية على لبنان وسوريا وعمليات القصف الهمجي المستمرة ضد هذين البلدين العربيين الشقيقين تبدو، بالنسبة لبعض المراقبين، مثارا للتساؤلات التي يجيب عليها آخرون بقولهم إن المواقف الخارجية لموريتانيا تتماهى تماما مع المواقف الخارجية لكل من السعودية والإمارات بالدرجة الأولى ثم مصر، في إطار تحالف استراتيجي غير معلن مع دول عربية مطبعة مع الكيان الصهيوني وأخرى في طريقها للتطبيع!!.
لكن البعض يعتقد أن الخلافات المذهبية والطائفية قد تكون وراء إحجام موريتانيا عن إعلان موقف، إلا أن ذلك لا يمكن أن ينطبق على جرائم إبادة وتهجير يرتكبها الكيان الصهيوني اللقيط ضد أشقاء الموريتانيين في لبنان وسوريا واليمن وحتى في إيران.
مجزرة الجمعة في الضاحية الجنوبية لبيروت والتي استخدم فيها العدو الصهيوني 85 قنبلة تزن مجتمعة 850 طنا قضت فيها على معالم مربع سكني كامل في عاصمة عربية وارتقى فيها عدد من قادة حزب الله وعشرات المواطنين، لم تثر اهتمام الخارجية الموريتانية حيث يوجد الوزير حاليا في نيويورك، العاصمة الداعمة لإرهاب الكيان العنصري الصهيوني، والتي عاد منها رئيس الجمهورية قبل حوالي يومين.
لا شك أن المواطن الموريتاني يتطلع إلى مواقف مرجعية تقف مع أصحاب الحقوق في كل مكان وخاصة إذا كانوا عربا أو افارقة أو مسلمين، بعيدا عن التماهي مع مواقف دول أخرى شقيقة لها مصالحها الخاصة ورؤيتها الخاصة وثوابتها المختلفة.
تتعرض سوريا شهريا لغارات صهيونية مستمرة، كما تتعرض لبنان منذ الثامن من أكتوبر لحرب صهيونية أمريكية غربية مفتوحة، كذلك تعرض اليمن للحرب والحصار الظالم على مدى سبع سنوات وأكثر، وكان من المفترض أن يكون لموريتانيا الموقف الذي يتناسب مع ثوابتها وقيمها المختلفة عن “الآخرين” وهو تطلع مشروع للمواطنين الموريتانيين وتساؤلات يطرحها الشارع الموريتاني باستمرار ؟!.
التواصل نت