الحوار... ضرورة المرحلة و أساس المستقبل

أربعاء, 17/11/2021 - 21:50

تترقب بلادنا فى قابل الأيام حوارا سياسيا يتوج أجواء الانفتاح التي اتاح فخامة الرئيس السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ وصوله، إنه الحوار أو الفرصة التاريخية لوضع أسس الجمهورية الثانية على قاعدة  صلبة من التماسك المجتمعي والهوية المشتركة مما يؤهلنا لسلوك درب التقدم و الازدهار و بذا وجب أن نكون على قدر المرحلة.
أولا: أسس الانطلاق
1- إن الأساس الأول الذي يجب أن ننطلق منه معارضة و موالاة هو موريتانيا، الوطن الجامع الذي لا غنى لنا عنه ولن يستقر أو يتقدم إلا بنا جميعا، فلا تكديس المال سيشتري لأصحابه وطنا و لا الامتداد العرقى قد يوفر وطنا بديلا و لا حتى لجوءا مهيبا؛ و التقسيم على أساس فئوي يشكل بداية صراعات من نوع آخر.
2- تشكل المصارحة و وضع كل الملفات على الطاولة السبيل الامثل نحو مصالحة الضمائر و النفوس لتجذير أسس دولة المؤسسات من خلال ترسيخ مفهوم المواطنة كأساس للعدالة والمشاركة و التميز وجعل خدمة المواطنين و الرقي بالمجتمع الهدف الأول للمؤسسات.
ثانيا : الضمانات و التنازلات
هما وجهان لعملة واحدة فالنظام الحاكم مطالب بتوفير ضمانات وتعهدات بتطبيق مخرجات الحوار، ذلك ان الحوار ليس هدفا بذاته و إنما بالمخرجات التى تتمخض عنه و ما تشكله من أساس لإعادة بناء الدولة.
من ناحية أخرى فالمعارضة مطالبة بالخروج من عالم الاحلام ومخلفات و أخطاء الماضي و النزول  إلى الواقع لتقبل بوضع الأسس الكفيلة ببناء المستقبل الذي نسعى اليه جميعا من خلال:
1- تكريس الجهود لإعادة صياغة الوعي الجمعي على قيمة الوطن وكل ما يرمز اليه، و تقديمه على كل الجزئيات الأخرى من خلال تعليم جمهوري تتجلى فيه الثقافات المختلفة للمجتمع إضافة لتكريس الإعلام العمومي وكل جهود الدولة  لذلك.
2- إعادة تشكيل المؤسسات المشرفة على الانتخابات بحيث يتكون إجماع سياسي حولها و إعطائها الاستقلالية الكاملة التى تمكنها من القيام بمهامها بشفافية و نزاهة.
3- وضع آليات صارمة لمحاربة الفساد و منع المفسدين الذين تثبت عليهم جرائم فساد من تقلد المناصب رفيعة المستوى فى الدولة.
4- تفعيل عمل الجهات الأمنية والقضائية لمحاربة آفة العبودية و الضرب بيد القانون على ممارسيها.
5- وضع برنامج وطني لمحاربة الأمية و فى هذا الإطار لدينا تجربة نبوية خالدة يمكننا الاستفادة منها.
ختاما: ما لا يدرك كله لا يترك جله
إن إلزامية التعايش المشترك توجب البناء على الايجابيات و السعي لتصحيح السلبيات بعيدا عن التزمت والتمسك بالرأي و لنتذكر دائما أن مواقف اليوم هي التاريخ غدا  والتاريخ لا يرحم.
ذ. ميمونة امبيريك