د. مولاي امحمد ولد مولاي ادريس: يجب الإقبال على اللقاح لأنه يشكل الحل الوحيد لتفادي تفشي الوباء

ثلاثاء, 03/08/2021 - 20:33

تشهد بلادنا موجة ثالثة من فيروس كوفيد 19 بما في ذلك متحورات الفيروس وخاصة "دلتا" وهي متحورات سرية العدوى والانتشار، وقد تضاعف عدد حالات الإصابات المسجلة بالفيروس خلال الشهر الجاري كما زاد عدد الوفيات بصورة لافتة خلال اليومين الماضيين.

وفي إطار عملية التعبئة والتحسيس الراهنة، أجرت جريدة "الشعب" حوارا مع الطبيب في وحدة كوفيد بوزارة الصحة الدكتور مولاي امحمد ولد مولاي إدريس، حول الآلية الأمثل لمواجهة الفيروس في موجته الثالثة وأهمية التلقيح، ومواضيع أخرى ذات صلة، وهذا نص الحوار:

الشعب: يواجه بلدنا موجة ثالثة من فيروس كورونا بما في ذلك بعض المتحورات مثل "دلتا" سريع الانتشار، ترى هل من توضيح لخطورة هذه الموجة ؟

د. مولاي امحمد: بداية أشكركم على إتاحة الفرصة لتناول موضوع في غاية الأهمية وخاصة ونحن نواجه الموجة الثالثة من فيروس كورونا، وللجواب على سؤالكم أقول: فعلا فقد دخل بلدنا في موجة ثالثة من الوباء، وكما تعلمون فنسخة "دلتا المتحورة" والتي يعرف علمياً باسم "B.1.617.2"، ظهرت لأول مرة في الهند في ديسمبر 2020، ثم تم اكتشافها في الولايات المتحدة في مارس 2021. و يتميز هذا الفيروس المتحور بسرعة تفشيه والأعداد الهائلة التي أصيبت به.

الشعب: ما المطلوب من المواطنين لتفادي نقل وتلقي العدوى خاصة مع وجود متحور دلتا سريع الانتشار ؟

مولاي امحمد: المطلوب كما تعلمون هو الوقاية من الإصابة به و إتباع الإجراءات الاحترازية السابقة. وكما قال السيد وزير الصحة في مقابلته الأخيرة، فطرق الوقاية لم تتغير ولكن يجب تكثيفها والتشديد في تطبيقها وطبعا يجب الإقبال٠ على اللقاح لأنه يشكل الحل الوحيد لتفادي تفشي الوباء.

الشعب: هناك شائعات حول لقاحات كوفيد 19 وقد أثرت سلبا على حجم الإقبال على التلقيح، هل من توضيح حول هذه اللقاحات وأهميتها لاحتواء انتشار الفيروس؟

د. مولاي امحمد: نحن في موريتانيا كما تعلمون نعتمد نوعين من اللقاح حتى الآن وهما: اللقاح البريطاني "اكسفورد استرازينيكا" و اللقاح الصيني "سينوفارم" ولا يوجد أي خطر مرتبط بهما، حيث خلص تدقيق أجرته الوكالة الأوروبية للأدوية أن لقاح اوكسفورد استرازينيكا آمن و فعال.

الشعب: أكدت وزارة الصحة أن الوفيات الثلاث التي عرفتها ولاية لبراكنه مؤخرا بعد تلقي أصحابها للقاح لا علاقة لها بهذا اللقاح، هل من توضيح أكثر وما هي أبرز الآثار الجانبية للتلقيح وهل هي عابرة ومؤقتة؟

د. مولاي امحمد: لا أعتقد أن هناك علاقة للقاح بالوفيات المذكورة، فغالبا ما يكون السبب نتيجة انسداد رئوي وهي من مضاعفات الفيروس نفسه أو بسبب مضاعفات أمراض مزمنة سابقة.

وتوجد بعض الآثار الجانبية الخفيفة لللقاح مثل الحمى والصداع وآلام في الجسم ولكنها تفسر تفاعل المناعة للجسم مع الفيروس وغالبا لا تتعدى  هذه الأعراض أياما قليلة.

الشعب: يعتقد الكثير من الأشخاص الذين تلقوا التطعيم أنهم أصبحوا في مأمن من الإصابة بالفيروس وكذلك المتعافين منه، بم تنصحون هؤلاء وأولئك؟

د. مولاي امحمد: توفر اللقاحات نوعان من الحماية، يطلق على النوع الأول اسم "المناعة الفعالة"، بمعنى أن جهاز المناعة يكون قادرا على منع ظهور الأعراض الشديدة للمرض وحدوث المضاعفات، لكنه لا يمكنه منع مسببات المرض من دخول الجسم أو التكاثر في الخلايا.

والنوع الثاني يطلق عليه اسم "المناعة التعقيمية"، أي أن جهاز المناعة يكون قادرا على منع الإصابة بالعدوى تماما، حتى لو كانت غير مصحوبة بأعراض. لكن هذا النوع من الحماية نادرا ما تحققه اللقاحات.

وحتى الآن، لم يقيم العلماء فعالية لقاحات كورونا المتوفرة بحسب قدرتها على منع انتقال العدوى، بل كان المعيار الرئيسي في تقييم فعاليتها هو مدى قدرتها على منع ظهور الأعراض. وقد أثبتت دراسات بالفعل أن الأجسام المضادة التي ينتجها الجسم بعد الإصابة الطبيعية بمرض كوفيد-19 لا تمنع الإصابة بالعدوى مجددا. فقد خلصت دراسة بريطانية أجريت على العاملين بالرعاية الصحية إلى أن 17 في المائة من الأشخاص الذين كانت لديهم أجسام مضادة للفيروس عند بداية الدراسة، قد أصيبوا بالعدوى للمرة الثانية.

ومع أن نحو 66 في المائة من الأشخاص الذين أصيبوا للمرة الثانية بالفيروس لم تظهر عليهم أعراض، إلا أنه من المحتمل أن ينقلوا العدوى للآخرين، لذالك وجب التنبيه على ضرورة مواصلة الإجراءات الاحترازية بالنسبة لهذه الفئة للحد من انتشار العدوى.

الشعب: بم تنصحون المواطنين للحد من تفشي الفيروس في موجته الثالثة؟ وما هي الإجراءات التي يجب عليه التقيد بها تماما؟

د. مولاي امحمد: النصائح الأساسية هي التباعد الاجتماعي، ارتداء الكمامة خارج المنزل و في الأماكن العامة، غسل اليدين باستمرار وطبعا  الإقبال على التلقيح وخاصة بالنسبة للمسنين و لأصحاب الأمراض المزمنة.

نقلا عن جريدة الشعب عدد 28 يوليو 2021