قراءة في كتاب "غرفة الأحداث" لمؤلفه جون بولتون

أحد, 06/09/2020 - 23:56

ترجمة و تلخيص: عبدو سيدي محمد / صحفي ومترجم موريتاني

الممتع في العمل القومي الأمني وهو التنوع و حجم التحديات التي تواجهها إذا كانت لا تحب الفوضى والغموض والمغامرات وتدفق المعلومات وصنع القرارات والكم الهائل من الأعمال والصراعات النفسية الأنانية والاجتماعية والدولية وراء كل قرار نرجو أن تبحث عن عمل آخر لا توجد نظرية لفهم تحول إدارة ترامب لأن جميع التوقعات محتملة و لأن الحكمة التقليدية لواشنطن في مسار ترامب كانت خاطئة خلال 15 شهرا الأولى لترامب في بيته الجديد الغامض كان مترددا في  الدخول إلى  " حلف الكبار" و مع مرور الوقت أصبح الرئيس أكثر ثقة في نفسه لكن "حلف الكبار" ذهب بعيدا و تناثرت الأشياء  وصار ترامب محاصرا فقط برجالات " نعم" فالصورة الآن في غاية البساطة رغم الصعاب والمشاكل  استطاع "حلف الكبار" السيطرة على الوضع في توجيه إدارة ترامب لكن خدمات  "حلف الكبار" كانت دون المستوى وضعيفة لأن الرئيس يؤمن بالمؤامرة و يراها خلف كل حجر وبقي على هذه الحالة من التوتر والقلق ولا يدري كيف يسيطر او يسير البيت الأبيض والحكومات الفيدرالية و بالتالي  لا يتحمل "الحلف" مطلقا المسؤولية في حالة الهلع والفوضى و التوتر بل الرئيس ترامب نفسه هو المسؤول الأول.

اضطرابات التحول في إدارة ترامب اتسعت بشكل رهيب و فاقت كل التوقعات و لم تؤثر هذه الاضطرابات على فشل المؤسسات فقط بل تعدتها إلى أسلوب اتخاذ قرارات الرئيس الحاسمة انه مثل الطفل في سنته الأولى الذي  يرى الأشياء حسب رغبته و استفادته لم ألعب أي دور أساسي في حملة الرئيس ترامب باستثناء لقاء يتيم  صبيحة يوم الجمعة الموافق ل 23 من شهر سبتمبر في برجه التجاري قبل المناظرة مع المرشحة هيلاري كلنتون استدعاني الرئيس الفائز و بعد تقديم واجب التهنئة قال لي نحن بحاجه إليك و سوف نكون هنا خلال بضعة أيام كان مشغولا بالحديث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و الزعيم الصيني كسي جين بينغ  و رئيس الوزراء الياباني شنزو ابي طوال النهار و حتى المساء

خلال رحلة العودة إلى واشنطن كانت خدمة الانترنت متوفرة و الاتصال متاح و هذا ليس أمرا مستغربا لكن الغريب هو سماعي لمكالمة ترامب مع ماك ماستر و حديثه عني و تقديم معلومات حول تجاربي وكيفية الاستفادة منها لقد كانت لقاءاتنا مفيدة جدا لكنني سوف أتعامل مع جون بولتون حسب قدرتي وبطرق مختلفة حسب اعتقادي فإن اتصال ترامب يتركز على أربع نقاط هامة هي:

  1. المحادثات حول صفقة إيران ما زالت تحت التشخيص و يمكن لأميركا الانسحاب في أي لحظة
  2. قطع العلاقات بين إيران و كوريا الشمالية
  3. تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية خارجية
  4. عدم موافقة الرئيس على اللقاء و يتم الحوار عبر مكبر الصوت

خلال لقاء مع ترامب بدأ متوترا و غاضبا في ما يتعلق بمبلغ 200 مليون دولار لإعادة إعمار سوريا و قال بالحرف الواحد علي إعمار وطني  نظام الأسد الديكتاتوري أصبح من الماضي تواصلت الاجتماعات لكبار موظفي البيت الأبيض و كذا المستشارين الأمنيين بالإضافة إلى مكالمات هاتفية بين ترامب و الرئيس الفرنسي ماكرون حول الوضع في سوريا و الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالنسبة لي هناك قلق كبير من ضربة ثلاثية اميريكية فرنسية بريطانية مع تقدم ميداني عسكري أميركي مع الضغوطات السياسية و العسكرية

الرئيس الاميريكي لديه علاقات متوترة جدا مع ألمانيا ويحاول تجفيف ينابيع أنابيب الغاز الروسي وتعطيل مشروع  (Nord Stream II) أنبوب غاز البلطيق الذي يربط روسيا بألمانيا.

العلاقات التجارية في عهد ترامب تعاني هي الأخرى من صنع القرار والنفق مسدود والنتائج مؤلمة. زيارة ماكرون الأولى من نوعها لإدارة ترامب ورغم الاحتفال البهيج وحفاوة الاستقبال لكن لا شئ على أرض الواقع

المحادثات حول برامج الأسلحة النووية الإيرانية والكوري شمالية، كنت متشائما حول قمة ( ترامب – كيم ) في أوج إعصار الأزمة السورية التقيت مع نظيري الكوري جنوبي تشانغ يو يونغ ليسلمني دعوة زيارة من كيم موجهة للرئيس الاميريكي والتي قبلها ترامب على الفور مدير مكتب الاستخبارات المركزي، كان وسيط الزيارة مع الجانب الكوري ويتفاوض من أجل إطلاق سراح ثلاثة رهائن أمريكان لدى بيونغ يونغ  

نصحت نظيري الكوري  بعدم التطرق إلى البرنامج النووي و الحد من التسلح تفاديا لأي توترات في العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الجنوبية و اليابان و الولايات المتحدة الاميريكية ترامب يريد قمة أجندات كبيرة ورسمية و يتحاشى الألفة ورفع الكلفة لا يزال ترامب مترددا في لقاء سنغافورة بعد برهة من الدوران  في المكتب قرر فجأة أنه يريد اللقاء وسواء تحقق نزع التسلح من عدمه فلا بد من أن يتم اللقاء حتى و إن كان فاشلا

 أمن الخارجية الاميريكية

رافق كيم الأصغر إلى البيت الأبيض للقاء ترامب في مكتبه  أخذت المترجمين و توجهنا نحو قاعة الاجتماع لكن فجأني وكيل خدمة الأمن السري أن الرئيس يرغب في مقابلتي فتوجهت فورا إلى مكتبه ليقول لي " لا أحد سيحضر اللقاء لأنه يريده لقاءا قصيرا و محصورا " ترامب و بامبيو و مترجم و كيم الأصغر و مترجمه

لا جديد في اللقاء سوى العقوبات الاقتصادية التي لا تأثير لها على كوريا الشمالية لان بيونغ يونغ تخشى القوة العسكرية الاميريكية أكثر من العقوبات الاقتصادية

انشغلنا عن الملف الكوري الجنوبي بسبب المشاركة في قمة  (G7)حيث توجهنا في طائرة عسكرية نحو قاعدة باغوتفيل العسكرية  بكندا

لقد أجرى ترامب لقاءات ثنائية مع الكندي ترودو والرئيس الفرنسي ماكرون و تصدرت المحادثات التجارية اللقاء الثنائي رغم كره ترامب الشديد للاثنين معا (ترودو - ماكرون) مع كندا يريد ترامب تغيير اتفاقية اميريكا الجنوبية للتجارة الحرة (NAFTA) حتى تتحقق الأهداف التجارية مع المكسيك وكندا ومع فرنسا الهدف هو الاتحاد الأوروبي  "الأسوأ من الصين بقليل" كما انتقد ترامب الصين وأعضاء منظمة التجارة الدولية الذين يطلقون على أنفسهم "الدول النامية " وهذا من اجل الضغط والحصول على المزيد من الامتيازات والأهداف التجارية حسب التقاليد والأعراف الدبلوماسية لمنظمي القمة

لقد تم حشر الولايات المتحدة في الزاوية إما التقييد ببيان و قرار القمة أو العزلة بالنسبة لخبراء الدبلوماسية العزلة تعني الموت لذا لا بد من التفاهم و البحث عن نقاط مشتركة بدل الفناء الدبلوماسي

كيم جون اون يعرف جيدا ماذا يريد، لقد طرح سؤالا بسيطا على ترامب قبل اللقاء: هل تعرف من أنا ؟ و ماذا تعتقد عني؟ من خلال هذا السؤال الساذج أوقع ترامب في فخ الصيد فالإجابة إما ايجابية أو تنهي أي أمل في اللقاء. لقد كان الزعيم الشمالي مختلفا و ترامب يرى انه استطاع تغيير الأمور بشكل كلي في حين انتقد كيم سياسات الإدارة الاميريكية اتجاه كوريا الشمالية خلال العقود الماضية والتي تسببت في الكثير من الأضرار و يريد صفحة جديدة من العلاقات و حصر التسلح النووي بالنسبة لي لقد سمعت هذه الترهات عدة مرات لكن ترامب لم يسمعها و وافق على المقترح الشمالي يبدو ان لقاء ترامب – كيم لم يحضره أي مناضل اميريكي ليدافع عن مواقف أميركا خلال العقود الماضية والتي انتقدها الزعيم الكوري بشدة دون أي اعتراض من الجانب الامريكي لخص بامبيو اللقاء انه " مليء بالسخافات "  

خلال تقييمي للقاء سنغافورة أمام اللجنة المركزية "لا شيء يستحق الذكر" و"احتمال النجاح صفر" كانت هناك اتفاقية عامة على تشديد العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية كان التعاطي مختلفا من طرف الجانب الجنوبي حيث بعث كيم رسالة "ودية جدا" إلى ترامب يدعوه فيها إلى اللقاء مجددا وينتقده فيها بعدم إحراز أي تقدم ملموس بعد لقاء سنغافورة  بعد تغريدة ترامب على تويتر حيث شكر كيم على رسالته اللطيفة ورغبته في لقائه قريبا، وحسب رأي الرئيس الأميركي  " لا خيار لدينا لا بد من لقاء كيم يونغ اون".

أيام قليلة بعد ذلك ترامب يدعو إلى "عقوبات صارمة و قوية على كوريا الجنوبية يجب خنقهم لا تدعوهم  يتنفسون" في رسالة إلى كيم من السفير الكوري الشمالي في واشنطن يقول فيها "لا تثق في رسائل ترامب الودية الامريكان لديهم عقلية رأسمالية ولا يفهمون إلا منطق القوة ولا تصدق الخلاف بين بومبيو و جون بولتون وترامب فهو مجرد خداع للوقوع في الفخ، عليك حشرهم في الزاوية والحصول على الدعم المالي لمتابعة برنامجك النووي و إلا سوف تشنق على شجرة في بيونغ يونغ، احزم أمرك معهم كل ما عليك فعله هو إخفاء الصواريخ والسلاح النووي وأصدقاءنا في إيران سوف يجربونها كالعادة منذ عقود سوف نشتري المزيد من النفط الإيراني ونستثمر رأسمالنا هناك "

بعد قمة لقاء كيم – ترامب كانت هناك ثلاث قمم في ثلاثة مدن مختلفة وكانت النقاشات والمفاوضات شاقة مع حلف الناتو (بروكسل – لندن – هيلسنكي ) حول اتفاقية الحد من التسلح النووي خلال الحملة الانتخابية الرئاسية 2016 انتقدت الجهود الروسية للتدخل في الانتخابات الاميريكة وهذا مخالف للدستور والقانون الأمريكي، و قد نفى الرئيس بوتين ذلك في قمة هامبورغ (G20) بألمانيا خلال لقاء جمعه مع الرئيس ترامب.

سوء حظ الرئيس الاميريكي الحالي هو البيروقراطية والمشاكل المتراكمة والصعاب التي تظهر بين الفينة و الأخرى لإدارة الرئيس ترامب و من أخطرها قضايا الأمن القومي الوطني

أمامنا خياران هما وضع استيراتيجية واضحة وسليمة لإدارة ترامب و إزالة قوانين عهد اوباما وإيجاد بديل لها يتماشى مع الظرفية البنيوية لصنع القرارات، لكن على مستوى وزارة الدفاع و وكالة الاستخبارات فالبنتاغون لا يريد أي وجهات نظر أو توصيات من أي مصدر مهما كان بما في ذلك البيت الأبيض نفسه،  فقاعدة " الكل أو لا شيء " هي سر ونتيجة أي مفاوضات و مع أي جهة.

الحرب مع الجماعات الجهادية الإسلامية بدأت قبل 11/9  وسوف تستمر وهي حقيقة واقعية شئنا أم أبينا وهذا ما لا يتقبله ترامب و يزعجه ولا يؤمن بتلك الحرب

لقد اعترض بشدة على " الحروب اللا نهائية " في الشرق الأوسط ولكن ليس لديه خارطة طريق استيراتيجية لما بعد انسحاب القوات الأميركية من المنطقة

الحرب في سوريا والتدخل التركي والتواجد الاميريكي الروسي وصراع الأجندات الخفية بالإضافة إلى إنهاء حركة طالبان في أفغانستان حيث يعتقد ترامب أنه أعطى الصلاحيات اللازمة لماتيس لفعل ذلك تماما  كإنهاء خلافة داعش في العراق " نحن ندفع للناتو" هكذا يقول ترامب فيجيبه ماتيس: " لكن داعش لا تزال في أفغانستان" فيرد ترامب: " دع الروس يقضون عليهم نحن نبعد عنهم آلاف الأميال".

من المسائل التي تؤرق كاهل الرئيس ترامب الهجرة غير الشرعية خلال لقاء مع محامي البيت الأبيض جون آزينبيرغ سألني إن كان لدي أي مقترح أو خطة لمكافحة الهجرة السرية عموما وقضية الحدود المكسيكية على وجه الخصوص خلال اجتماع اللجان الأمنية والاستشارية المختصة مع الرئيس ترامب لنقاش مسألة إغلاق الحدود مع المكسيك

قال ترامب علينا فعل ذلك لقد امتلأت قاعة المسرح وصرخ بصوت عال " كيف نوقف هذه القوافل" خلال مداولات ملف الهجرة السرية كانت حادثة اختفى واغتيال الصحفي السعودي جمال خاشوخجي في القنصلية السعودية باستانبول مطروحة للنقاش وكانت نصيحتنا للسعوديين ضرورة الحصول على المعلومات الصحيحة فورا وهاتفنا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. 

النظام القمعي غير الشرعي في فنزويلا يمثل فرصة ذهبية لإدارة ترامب لكن الصراعات الداخلية لا تساعد على اتخاذ قرار حاسم لمساعدة ودعم المعارضة الفنزويلية للإطاحة بـ (نيكولاس مودورو) وريث (هوغو تشافيز) بعد الفشل الذريع في الإطاحة بمودورو لا تتردد الإدارة الاميريكية في الإعلان عن دعمها العلني للمعارضة بعد عقدين متتالين من تاريخ الفرص الضائعة في فنزويلا بما في ذلك التدخل العسكري و دعم المعارضة .

ظهرت انتفاضة شعبية مناهضة لحكم مادورو (cacerolazos) و بدأت الأوضاع في التأزم و توقفت الجهود الأمنية بعد إغلاق السفارة الاميريكية في كاراكاس  شهور بعد ذلك و خلال نتائج زيارة وفد أجنبي أكد أن ( البنى التحتية الكهربائية غير قابلة للترميم) و اللوم على الإدارة الاميريكية. لقد انقطعت الاتصالات واتجهت الأمور نحو الأسوأ.  لقد قررنا حصارا كاملا على كوبا و فنزويلا لمنع سفن شحن النفط بينهما حتى و لو تطلب ذلك المنع بالقوة، نحن في واشنطن ليس لدينا أي معلومات عما يجري على أرض الواقع هناك.

العلاقات الاقتصادية و الجيوسياسية بين الصين و الولايات المتحدة الاميريكية سوف تحدد شكل العلاقات الدبلوماسية في القرن 21  خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الصيني عبر ترامب عن امتنانه و سروره خلال زيارة بيجين مع عائلته  و طلب من الزعيم الصيني لقاء على هامش قمة لوزاكا (G20) خلال المفاوضات لا جديد من الجانب الصيني حتى علق ترامب " نحن في موقف ضعيف لا تذهبوا إليهم مرة أخرى " اهتمام اميريكا بتايوان يعود إلى إتفاقية أبرمت عام 1979 م تسمح ببيع الأسلحة  لتايوان من اجل الدفاع عن النفس بما قي ذلك طائرات F-16 الخطر الصيني الذي يهدد أميركا قد يكون بيولوجيا كفايروس كورونا الذي سبب الحجر الصحي في بداية العام 2020م و لا تزال الدراسة مستمرة حول فك لغز فايروس كورونا ربما في المستقبل نتحصل على النتائج  

الاهتمام الاميريكي بالشأن الإيراني له جذور تمتد إلى ثورة الخميني و الذي يكرر المتظاهرون  في عهده شعارات من قبيل (الموت لاميريكا) و (الموت لإسرائيل) من المسائل الكبرى المحرجة للبيت الأبيض لا يمكن تصنيف الحرس الثوري الإيراني على لائحة المنظمات الأجنبية الإرهابية مما يسبب قلق دائم لإدارة ترامب حيث تشير معلومات أمنية استخباراتية أن أي تصعيد ضد إيران يشكل خطر كبير للقوات الاميريكية المتواجدة في العراق  العقوبات الاقتصادية و الحصار و السيطرة على النفط قد تتحول إلى نتائج كارثية ليس على مستوى إيران و فنزويلا و لكن على مستوى العالم اجمع إيران تصدر النفط إلى العديد من دول العالم و لها اتفاقيات لبرامج نووية سلمية و لها نفوذ في منطقة الشرق الأوسط فهي تدعم بالأسلحة و المعدات الحديثة الحوثيين في اليمن و المليشيات الشيعية في العراق و سوريا و لبنان ( حزب الله – فيلق القدس)

بعد شهرين أعلن روحاني المفاوضات حول البرنامج النووي و ترتكز على أربعة نقاط هي :

  1. تقليص اليورانيوم المشبع إلى 300 كغ
  2. تقليص المخزون إلى 130 طن / متر و بيع و  تصدير الفائض
  3. تقليص  مستوى نسبة  اليورانيوم المشبع إلى 3.67
  4. منع تخصيب اليورانيوم

الخلاصة واضحة جدا لقد فشلت المهمة و تلقينا صفعة قوية على الوجه  لا روحاني و لا الخميني يرغبان في الحوار مع الولايات المتحدة ما دامت العقوبات الاقتصادية سارية المفعول الظاهر أن إيران تضغط على الأوروبيين من اجل مواصلة التفاوض لكن هدفها هو البرنامج النووي لحد الساعة إيران لم تخسر أي شئ على الإطلاق

لدينا ثلاثة أهداف من القرار هي:  

  1. نسعى إلى ضرب أهداف عسكرية وظيفية ولا نستهدف الشخصيات الرمزية
  2. ضرب في عمق إيران و نتجاوز الخطوط الحمراء و هذا لمعرفة ردة الفعل و قوة التصدي
  3. ضرب المواقع الإيرانية و قتل الإيرانيين و حتى الروس مما يعني المواجهة حسب ترامب

لدي رؤية جلية الأهداف لمكافحة الإرهاب في أفغانستان و خطتي المطروحة على طاولة النقاش هي :

  1. الحماية من هجمات و تهديدات القاعدة و داعش للمصالح الاميريكية
  2. وضع البرنامج النووي الإيراني و الباكستاني تحت عين الرقابة

أتسمت  مفاوضات زلاماي خليل زاد مع طالبان بسمة التعقيد و الصعوبة خاصة فيما يتعلق بالقواعد العسكرية الاميريكية و التي لابد من انسحابها نهائيا من المنطقة و هي سياسة ترامب للدعاية في حملة الانتخابات القادمة لكن حسب اعتقادي الانسحاب الكلي للقوات لا يتم إلا في هذه الحالات فقط :

  1. خلو البلاد من العمليات الإرهابية
  2. منع و محاصرة القاعدة و داعش من بناء و تأسيس قواعد جديدة
  3. إجراء تحريات و تحقيقات ميدانية

لاحقا بعد جولة مفاوضات أفغانستان ترامب يتساءل " لماذا نحن في إفريقيا ؟ " نعم نحن نريد بعض ديوننا الوطنية البالغة 22 تريليون دولار خاصة بعد الخسائر الفادحة في الميزان التجاري الرئيس النايجري قال لي أن المساعدة الاميريكة الخارجية لهم تصل 1.5 بليون / مليار دولار سنويا و مع ذلك فهم لا يشترون المنتوجات الزراعية الاميريكية يقول الرئيس أريد التحرر من كل القيود منتقدا الوجود العسكري الاميريكي في إفريقيا

أوكرانيا ليست الأرض المثالية للمعركة فهي تحت السيطرة  و الضغوط الروسية المكثفة من الناحية السياسية و الاقتصادية فالتوسع الروسي العسكري في أوربا  يعود إلى العام 1945 م  كانت المفاوضات الأوكرانية في مايو 2018 م و كان دور فولكر يتمثل في رفض الوجود العسكري في المنطقة و عدم الاعتراف بالسيادة الروسية لقد سافرت لأول مرة إلى كييف للمشاركة في احتفالات عيد الاستقلال حيث استقلت أوكرانيا  عن الاتحاد السوفييتي في العام 1991 م لكن النفوذ الروسي  لا يزال يبسط  جناحيه عليها  يقول الرئيس ترامب " لقد فعلنا الكثير من اجل أوكرانيا أكثر من أي بلد أوربي حتى ألمانيا نفسها ماذا قدمت ميركل غير الكلام لا أفعال أو قرارات هامة و هذه راجع إلى نظرية مؤامرة (غولياني )"

ليست الخلافات حول المنهجية و الصعوبات التي تواجه إدارة ترامب لكنني أجد نفسي في مواجهة مباشرة مع رئيس يحاول منع صدور كتابي حول تجاربي في البيت الأبيض وبالتالي ليست المعركة شخصية بقدر ما هي قانونية و دستورية و حكومية و بيروقراطية  من ناحية أخرى ربما هي ردة فعل على استقالتي و مغادرتي الخدمة في البيت الأبيض طبيعي ان هناك بعض الإضافات و التغييرات في محتوى الكتاب حتى يتلاءم مع النشر و الطباعة   و يمكن تصنيف هذه التغييرات في خانتين الأولى فيما يخص محادثات الرئيس مع الزعماء و محادثاتي الرسمية مع نظرائي و الثانية فيما يخص محتوى الكتاب حتى يكون واضحا و مقبولا شكلا و حكوميا

خلاصة

لا جديد أو مفاجأة في الكتاب رغم الهالة الإعلامية التي صاحبت النشر و الإصدار فأقرب تعريف عادل للكتاب هو " يوميات موظف حكومي رسمي " فسرد الأحداث و المحادثات أغلبها منشور مسبقا عبر وسائل الإعلام او عبر وسائط التواصل الاجتماعي من خلال التغريدات و التدوينات أو الريبورتاجات الإعلامية و بالتالي فهو لم يخرج عن السياق العام المسموح به للنشر " Classified Information / Documents" الكتاب هو مرآة للأحداث الأمامية أما خلف المرآة فتلك منطقة  محظورة من البث و النشر  ربما هدف الكتاب هو الدعائية المسبقة ضد ترشح الرئيس ترامب لمأمورية ثانية و دعم مرشح نقيض و غير بعيد عن الأبيض و غرائبه سيصدر كتابا أخر حول ترامب من طرف بنت أخيه (ماري) و تسرد فيه بعض الأسرار و المعلومات العائلية الخطيرة