إسبانيا: إشارات المرور تتحول إلى رموز تضامن مع غزة في مبادرة شعبية لافتة

في قلب العاصمة الإسبانية مدريد، شهد أحد الشوارع مشهدًا غير تقليدي يعكس تزايد الوعي الشعبي تجاه العدوان الصهيوني على غزة. فقد تحولت إشارات المرور من أدوات لتنظيم حركة السير إلى رسائل رقمية تنبض بالموقف السياسي والإنساني، في مبادرة محلية أطلقتهامجموعات مؤيدة للقضية الفلسطينية.
عند الضوء الأحمر تظهر العبارة: “قف ضد إسرائيل”، فيما تُضاء عبارة “الحرية لغزة” مع الضوء الأخضر، في محاولة لربط تفاصيل الحياةاليومية بمعاناة الفلسطينيين. هذه المبادرة، التي لم تكن بتوجيه حكومي، استخدمت تقنيات بسيطة لكنها فعّالة لتوجيه رسائل تضامنية منخلال المرافق العامة.
وقد أثارت هذه الخطوة تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث توافد المارة لالتقاط الصور ومشاركة اللحظة، واندلعت نقاشاتفي الشارع الإسباني حول دور أوروبا في ما يتعرض له الفلسطينيون من انتهاكات. وصف بعض المعلقين المشهد بأنه “إيقاظ للضميرالإنساني”، ورآه آخرون مثالًا على كيف يمكن أن تتحول التكنولوجيا اليومية إلى أداة للمقاومة الرمزية.
وتأتي هذه المبادرة في سياق تنامي المواقف الشعبية والرسمية في إسبانيا ضد الجرائم المرتكبة في غزة. فقد عبّرت الحكومة الإسبانية، إلىجانب عدد من الأصوات الأوروبية المستقلة، عن رفضها للصمت الدولي، وأدانت بشكل متكرر السياسات الإسرائيلية، ووصفت ما يحدث فيغزة بأنه إبادة جماعية ترتكب بدعم دولي.
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، وثّقت منظمات حقوقية استشهاد أكثر من 180 ألف فلسطيني، بينهم عشرات الآلاف من النساءوالأطفال، إلى جانب آلاف المفقودين، ودمار واسع طال المراكز الصحية والتعليمية والبنية التحتية. كما يعيش مئات الآلاف في ظروفإنسانية مأساوية، في ظل استمرار الحصار والعدوان.
وفي وقت تتعثر فيه الجهود السياسية في وقف النزيف، تبدو الشعوب، ومن بينها الشعب الإسباني، مصمّمة على التعبير عن موقفهابوسائلها البسيطة والمؤثرة. وفي مدريد، باتت إشارات المرور تذكيرًا يوميًا بأن التضامن ليس فعلًا موسميًا، بل موقفًا مستمرًا ينير الضميرالإنساني، حتى وسط زحام المدينة.