مقالات وآراء

النفط سلاح المعركة القادم !!

محمد حسن الساعدي

التوترات التي تشهدها المنطقة أثرت بشكل سلبي على الوضع الاقتصادي بشكل عام وخطوط إمدادات النفط، وبالتالي يوثر تأثيراً واقعياً على الأسعار العالمية للنفط،وتحديداً أذا دخلت المنطقة في حرب مباشرة بين إيران والكيان الصهيوني،وتحدث البنك الدولي عن المديات التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع النفط عالمياً وتحديداً مع التصعيد المباشر بين طهران والكيان الإسرائيلي، الأمر الذي يجعل كل الاحتمالات واردة في التأثير على السوق العالمية وكذلك انتقال ناقلات النفط في البحر والذي هو الآخر سيقف تماما إذ من المرجح أن يتم استهداف ناقلات النفط في البحر.

الأمر المرجح والذي ربما لم يؤخذ بالحسبان أن منظمة أوبك ربما ستذهب إلى فرض حظر نفطي على بعض الدول التي ستكون من ضمن محور المواجهة مع الكيان الإسرائيلي، وهو أمر رجحته عدد من القراءات والتحليلات السياسية،خصوصاً وأن فكرة التصعيد ما زالت قائمة وحتمية الرد الإيراني ما زال قائم حتمياً ولكن من سيختار التوقيت هو الوضع في المنطقة والاستعداد لما بعد الرد، وهو أمر قد تم دراسته بشكل عميق من قبل محور الرد، والذي بالتأكيد سيكون من عدة محاور وجبهات،لذلك ربما من جهة أخرى ستعمد الدول الكبرى الى الاندفاع نحو التهدئة والحفاظ على أسعار النفط الحالية.

الصراع بين الكيان الإسرائيلي وحركة حماس وصل إلى مراحل متقدمة في المواجهة،خصوصاً وأن التقارير تتحدث عن إدخال أسلحة متطورة إلى غرة وسنرى التغيير في ساحة المعركة قد تغيرت تماماً،وبالانتقال إلى الجبهات الأخرى فسنجد أن سوريا هي الأخرى قد زودت لبنان وتحديداً حزب الله بصواريخ  S300 ,S400 المتطورة والتي بالتأكيد ستكون الحاسمة للمعركة المتوقع حدوثها بأي ساعة، وإذا ما ذهبنا أبعد من ذلك فان الروس قد دخلوا على خط المواجهة والدعم لإيران عبر تزويد طهران بأسلحة وصواريخ وطائرات متطورة جداً يمكن أن تشكل فارقاً في حسم المعركة مبكرا بالإضافة إلى الإمكانيات البشرية التي يمتلكها حزب الله والتي تقدر بـ100الف جندي وترسانة ضخمة من الأسلحة المتطورة بما فيها أكثر من 200 ألف صاروخ وقذيفة متمركزة في “شمال إسرائيل”.

هذه التعبئة وعلى أغلب الجبهات يمكن أن تؤدي إلى إضعاف قدرات “إسرائيل” الدفاعية بشكل كبير، وخاصة إذا ما تم تعزيزها بهجمات جوية على “إسرائيل” من قبل إيران أو من خلال قوات عسكرية إضافية على الجبهة السورية والتي لم تفعل لحد الآن لأسباب ربما يطول شرحها ولا يمكن تغطيتها بهذه الأسطر، لذلك سيكون الاستهداف إلى تعطيل الشحن عبر مضيق هرمز والذي يمر عبره أكثر من 30% من أجمالي نفط العالم، وهذا المهمة ستقع على عاتق القوات المسلحة اليمنية وبمساعدة الحوثيين والتي ستعمل على شن هجمات على البحر وتعطيل الملاحة هناك تماماً.

هناك العديد من الاختيارات المتقدمة والمتاحة لإيران من أجل الرد،خصوصاً بعد الخطاب الصادر من قبل الولي الفقيه بعد اغتيال إسماعيل هنية، والذي على أثره رتبت إسرائيل نفسها على رد وعقاب قاسي من إيران، والذي سيبدأ بتعطيل الملاحة وخفض تصدير النفط، وارتفاع أسعاره في البداية من 3-13% ومن ثم من 21 إلى 35%، وأما الانقطاع الأكبر الذي سيقطع الإمدادات بمقدار 6-8 مليون برميل يومياً والذي سيدفع أسعار النفط بزيادة متوقعة من21-35%/ ما يعني أن هناك تعطيلاً سيكون في الملاحة سيصل إلى 30% من إجمالي التصدير في العالم.

واشنطن ليس من مصلحتها ارتفاع أسعار النفط،ولديها مصلحة طويلة الأمد في بقاء سعر النفط ما بين(75-80) دولار للبرميل الواحد بالإضافة إلى باقي الدول المعارضة لسياسة واشنطن في المنطقة والتي هي الأخرى لا تريد لأسعار النفط أن ترتفع عن الحد المتفق عليه عالمياً، وهو الأمر الذي قد يلحق ضرراً بالغاً بالاقتصاد العالمي، خصوصاً إذا وصلت أسعار النفط ما بين(90-95) دولار للبرميل الواحد والذي بالتأكيد سيؤدي إلى مخاطر الانكماش في عدد من اقتصادات الدول الكبرى.

زر الذهاب إلى الأعلى