الرئاسيات القادمة و السؤال أين البديل ؟

أحد, 05/05/2024 - 23:41

البشير ولد بيا ولد سليمان /  ضابط طيار سابق

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

موجودون بالعشرات ، مخلصون  ، صادقون , مستعدون لقيادة البلد و الدفع به إلى الأمام في رقي و نماء و أمان، لكن إعلانكم، أخي فخامة الرئيس، عن ترشحكم، أفسد كل شيء و سد الطريق وأفقد الأمل في حصول التغيير و أغلق الأبواب في وجه أي رئيس بديل، فقد تعود الموريتانيون أن المخزن لا يبارى، و أن أي شخص ترشح ضد الرئيس فجهده في مهب الريح.

أخي فخامة الرئيس، لقد شعر الشعب الموريتاني بالإحباط، فقد أحس الكل، أنهم ماضون في نفس الطريق، طريق الحزب الجمهوري "الحزب الظاهرة "، الكارثة، يسميه بعضهم، موريتانيا الأعماق، ولكنه : موريتانيا الإغراق، موريتانيا نفس الوجوه، نفس الوزراء، نفس الطاقم،  تحلقوا حول الرئيس السابق، وحول الرئيس الذي قبله، و ها هم اليوم يتحلقون.

أخي فخامة الرئيس ، لقد ترك الرئيس السابق المرحوم اعل ول محمد فال أثرا قيما في نفوس الموريتانيين بتخليه عن الرئاسة وتسليمها للرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله، رحم الله الجميع.

فلعلها فرصة لكم  و لا تزال، فتسحبوا ترشحكم و تعلنونها شورى، إحياء لسنة الخليفة عمر التي هي سنة المصطفي صلي الله عليه وسلم، فتكتب في ميزان حسناتكم، وتوقفوا بها ديمقراطية الغرب الزائفة و دعوتهم الإجرامية لمساواة أصوات الناس و مساواة النوع بين الرجال والنساء فكما للرجل في الإسلام الحق في التعدد، فيكون للمرأة حق في تعدد الأزواج، هكذا يريدون، مسرحية ينقاد لها العالم تحت شعار الديمقراطية، ديننا براء منها، و قد أنار لنا الطريق فلنتمسك بديننا فهو خير طريق.

أخي فخامة الرئيس ،من فنون القيادة و انتم أدرى بذلك  ، الإبداع الذاتي وكيفية التعامل مع الأزمات و المعضلات وقد وجدتم أمامكم  كوارث كبرى و معضلات  منها  : كارثة المسيء على نفسه الذي هاجر أو هجر إلى الخارج مقابل صفقة، و كارثة الشيخ الرضى التي راح ضحيتها آلاف الأسر، و كارثة بيرامه اعبيدي  الذي تحدى الشريعة و القانون وترشح بكل وقاحة لرئاسة البلاد، صفقة أخرى مع الغرب، ثمنها الاعتراف بديمقراطية موريتانيا و بنتائج انتخاباتها، نفاق و خداع  وتحد لمشاعر الشعب، مهزلة،  و يبدو أنها قد تكرر.

أخي فخامة الرئيس، لقد توقع الشعب مخرجا من تلك الكوارث طيلة حكمكم، لكنه تفاجأ أن لا حراك، و لا تغيير، بل زادت الإساءة في الشارع و في البرلمان و ظهرت مسيئة أو مسيء جديد.

وعودة إلى ماض قريب، فقد عرفكما الشعب الموريتاني صديقان، رفيقا درب، رئيسان، مجتمعان، فكان القرار بإضافة خطين أحمرين علي الراية، كلفا ميزانية الدولة ستة مليارات أوقية،  خطوة تافهة خرج الوزراء في الإعلام يدافعون عنها و عن أهمية الخطوط الحمراء وعن علاقتها بدم شهداء المقاومة و الوطن، مهزلة شارك فيها الجميع.

فخامة الرئيس، نعم البديل موجود، فلا خوف علي أهل موريتانيا و لا هم يحزنون  ان شاء الله ،  فقط ، خلصوا  البلاد من أصحاب الحزب  الجمهوري، الحزب "الظاهرة"، حزب الرجل الحرباء متغير الألوان و الطباع، الحزب الجمهوري, ملة واحدة  في  كل بلاد، هتافاتهم، شعاراتهم، موالاتهم هي نفسها مع هذا الرئيس ومع ذاك و ذاك، قالوا للرئيس معاوية إنه إذا لم يترشح فسيشتكون إلي الله منه، وقالوا للرئيس عزيز، إنه يطعم  ويسقي من جوع ، وطالبوا  بتحويلها إلى مملكة، والله أعلم ما قالوا لكم و ما سيقولون، فهم  هم، ومنهجهم نفس المنهج و نفس الطريق، ولن يحصل معه تغيير، و لذا فالصواب هو سحب ترشحكم و دعمكم لمرشح جديد .

وأما التنافس في الانتخابات في موريتانيا فأمره محسوم، فالرئيس عندنا يظل دائما هو الرئيس فلا داعي لظهور مرشحين جدد، فالسباق محسوم، ولا داعي لاستنزاف الأموال في الحملات، بل الأولي توفيرها علي أصحابها و علي  خزينة الدولة.

أخي فخامة الرئيس، لقد لوحظ منذ أيام  توزيع أراض غالية الثمن جهة دوار البراد , طريق المطار ، علي النواب و كبار الشخصيات، و إنها لعطاءات في وجه الانتخابات و مجاهرة و دعوة بواح لشراء الذمم و الولاءات، الشيء الذي يتعارض مع تعاليم ديننا ويخالف قانون الغرب جالب الديمقراطية، مقدمات واضحة لحسم الانتخابات و تفصيلها علي مقاسات ... و لكن مهما كانت المقاصد، فيظل الأولى يا فخامة الرئيس هو توزيع تلك الأراضي على الجنود والأطباء و المعلمين، فهم أحوج لها من النواب وكبار الشخصيات، وذلك لكي يبيعوها ويستفيدوا من ثمنها المرتفع.

أخي فخامة الرئيس، الشعب الموريتاني لا يشك في إخلاصكم و مؤهلاتكم و قدراتكم، و لكنه واقع البلاد المعقد الآن الذي لم يعد يحتمل نفس النمط، نفس السيناريو، رئيس منتخب، فمأمورية ثانية و ثالثة و رابعة، لماذا ؟ يقول مناصرو الرئيس الذين هم أنفسهم مناصري الرئيس السابق والرئيس الذي قبله، لكي يكتمل ما أنجز من إصلاحات، طرح تبناه الجميع، فأبقى البلاد على ما هي عليه.

ختاما، أخي فخامة الرئيس ليس عيبا سحب ترشحكم، العيب في التمادي في الخطأ و أما التراجع عنه فيعد فضيلة.

البشير ولد بيا ولد سليمان /  ضابط طيار سابق

Email : [email protected]